مرجع: امام خمینی (ره)
موضوع: شروط الطواف

الأوّل: الابتداء بالحجر الأسود

الابتداء بالحجر الأسود،و هو یحصل بالشروع من حجر الأسود من ‏ ‎‏أوّله أو وسطه أو آخره.‏


الثانی: الختم به

الختم به،ویجب الختم فی کلّ شوط بما ابتدأ منه من أوّله أو وسطه ‏ ‏أو آخره،ویتمّ الشوط به.‏

‏‏و هذان الشرطان یحصلان بالشروع من جزء منه،والدور سبعة أشواط، ‏ ‏والختم بذلک الجزء،ولا یجب بل لا یجوز ما یفعله بعض أهل الوسوسة ‏ ‏وبعض الجهّال ممّا یوجب الوهن علی المذهب الحقّ،بل لو فعله ففی صحّة ‏ ‏طوافه إشکال.‏

(مسألة): لا یجب الوقوف فی کلّ شوط،ولا یجوز ما یفعله الجهّال من ‏ ‏الوقوف و التقدّم و التأخّر ممّا یوجب الوهن علی المذهب.‏


الثالث: الطواف علی الیسار

الطواف علی الیسار؛ بأن تکون الکعبة المعظّمة حال الطواف علی ‏ ‏یساره،ولا یجب أن یکون البیت فی تمام الحالات محاذیاً حقیقة للکتف، ‏‏فلو انحرف قلیلاً حین الوصول إلی حجر إسماعیل علیه السلام صحّ و إن تمایل البیت ‏ ‏إلی خلفه ولکن کان الدور علی المتعارف،وکذا لو کان ذلک عند العبور عن ‏ ‏زوایا البیت،فإنّه لا إشکال فیه بعد کون الدور علی النحو المتعارف ممّا یفعله ‏ ‏سائر المسلمین.‏

(مسألة 1): الاحتیاط بکون البیت فی جمیع الحالات علی الکتف الأیسر ‏ ‏و إن کان ضعیفاً جدّاً ویجب علی الجهّال و العوامّ الاحتراز عنه لو کان موجباً ‏ ‏للشهرة ووهن المذهب لکن لا مانع منه لو فعله عالم عاقل بنحو لا یکون مخالفاً ‏ ‏للتقیّة أو موجباً للشهرة.‏

‏‏(مسألة 2): لو طاف علی خلاف المتعارف فی بعض أجزاء شوطه مثلاً ‏ ‏-کما لو صار بواسطة المزاحمة وجهه إلی الکعبة أو خلفه إلیها أو طاف علی ‏ ‏خلفه علی عکس المتعارف-یجب جبرانه،ولا یجوز الاکتفاء به.‏

‏‏(مسألة 3): لو سلب بواسطة الازدحام الاختیار منه فی طوافه فطاف ولو ‏ ‏علی الیسار بلا اختیار وجب جبرانه وإتیانه باختیار،ولا یجوز الاکتفاء بما فعل.‏

‏‏(مسألة 4): یعتبر فی الطواف الاختیار فی جمیع أجزائه،فما قد یشاهد من ‏ ‏بعض الجهّال وأهل الوسوسة من سلب الاختیار عن نفسه والاتّکاء علی ید ‏ ‏الغیر موجب لبطلان الطواف.‏

‏‏(مسألة 5): یصحّ الطواف بأیّ نحو من السرعة و البطء ماشیاً وراکباً لکنّ ‏ ‏الأولی المشی اقتصاداً.‏


الرابع: إدخال حجر إسماعیل علیه السلام فی الطواف

إدخال حجر إسماعیل (علیه السلام) فی الطواف، فیطوف خارجه عند الطواف ‏ ‏علی البیت،فلو طاف من داخله أو علی جداره بطل طوافه وتجب الإعادة،ولو ‏‏فعله عمداً فحکمه حکم من أبطل الطواف عمداً کما مّر،ولو کان سهواً فحکمه ‏ ‏حکم إبطال الطواف سهواً،ولو تخلّف فی بعض الأشواط فالأحوط إعادة ذلک ‏ ‏الشوط، والظاهر عدم لزوم إعادة الطواف و إن کانت أحوط.‏


الخامس: أن یکون الطواف بین البیت ومقام إبراهیم علیه السلام

أن یکون الطواف بین البیت ومقام إبراهیم (علیه السلام)،ومقدار الفصل ‏ ‏بینهما فی سائر الجوانب،فلا یزید عنه،وقالوا:إنّ الفصل بینهما ستّة وعشرون ‏ ‏ذراعاً ونصف ذراع،فلا بدّ أن لا یکون الطواف فی جمیع الأطراف زائداً علی ‏ ‏هذا المقدار.‏

(مسألة 1): لا یجوز جعل مقام إبراهیم علیه السلام داخلاً فی طوافه،فلو أدخله ‏ ‏بطل،ولو أدخله فی بعضه أعاد ذلک البعض ویتمّ الطواف،والأحوط الأولی ‏ ‏إعادة الطواف بعد ذلک.‏

‏‏(مسألة 2): یضیق محلّ الطواف خلف حجر إسماعیل علیه السلام بمقداره،وقالوا: ‏‏‏بقی هناک ستّة أذرع ونصف تقریباً،فیجب أن لا یتجاوز هذا الحدّ،ولو تخلّف ‏ ‏أعاد هذا الجزء فی الحدّ.‏


السادس: الخروج عن حائط البیت وأساسه

الخروج عن حائط البیت وأساسه،فلو مشی علی أحدهما لم یجز ‏ ‎‏ویجب جبرانه،کما لو مشی علی جدران الحجر وجب الجبران وإعادة ذاک ‏‎ ‎‏الجزء،ولا بأس بوضع الید علی الجدار عند الشاذروان،والأولی ترکه.‏


السابع: أن یکون طوافه سبعة أشواط

(مسألة 1): لو قصد الإتیان زائداً علیها أو ناقصاً عنها بطل طوافه ولو أتمّه ‏ ‏سبعاً،والأحوط إلحاق الجاهل بالحکم بل الساهی و الغافل بالعامد فی وجوب ‏ ‏الإعادة،ولو حدث له هذا القصد فی الأثناء بطل ما أتی به بعد هذا القصد ویجب ‏‏إعادة ذلک لو لم یزد علی السبعة بهذا القصد،وإلّا بطل الطواف من رأس.‏

(مسألة 2): لو تخیّل استحباب شوط بعد السبعة الواجبة فقصد أن یأتی ‏ ‏بالسبعة الواجبة وأتی بشوط آخر مستحبّ صحّ طوافه،وکذا لو قصد أن یأتی ‏ ‏بشوط آخر للتبرّک أو لغرض آخر.‏

‏‏(مسألة 3): لو نقص من طوافه سهواً؛فإن جاوز النصف فالأقوی وجوب ‏ ‏إتمامه إلّاأن یتخلّل الفعل الکثیر فحینئذٍ الأحوط الإتمام و الإعادة،و إن ‏ ‏لم یجاوزه أعاد الطواف،لکنّ الأحوط الإتمام و الإعادة.‏

(مسألة 4): لو لم یتذکّر النقص إلّابعد الرجوع إلی وطنه مثلاً یجب مع ‏ ‏الإمکان الرجوع إلی مکّة،ومع عدمه أو حرجیته تجب الاستنابة،وحکم ‏ ‏الطواف فی الصورتین ما مرّ فی(المسألة 3)السابقة.‏

‏‏(مسألة 5): لا یجوز القران فی الطواف الواجب ویکره فی المستحبّ، ‏ ‏ومعنی القران إتیان طواف آخر بعد الطواف السابق بلا فصل بینهما بصلاة ‏ ‏الطواف.‏

‏‏(مسألة 6): لو زاد شوطاً أو أقلّ أو أزید علی الطواف الواجب وکان قصده ‏ ‏جعل الزیادة من الطواف الآخر یدخل فی القران المحرّم،ولو کان القصد من ‏ ‏الأوّل أو حدث فی الأثناء فالأحوط إعادته،ولو قصد بعد تمامیته فالأقوی ‏ ‏الصحّة و إن کان الإعادة أحوط.‏

‏‏(مسألة 7): لو زاد علی سبعة سهواً؛فإن کان الزائد أقلّ من شوط قطع ‏ ‏وصحّ طوافه،ولو کان شوطاً أو أزید فالأحوط إتمامه سبعة أشواط بقصد القربة ‏‏من غیر تعیین الاستحباب أو الوجوب،وصلّی رکعتین قبل السعی،وجعلهما ‏ ‏للفریضة من غیر تعیین للطواف الأوّل أو الثانی،وصلّی رکعتین بعد السعی ‏ ‏لغیر الفریضة.‏

‏‏(مسألة 8): یجوز قطع الطواف المستحبّ بلا عذر وکذا الواجب علی ‏ ‏الأقوی،والأحوط عدم قطعه؛بمعنی قطعه بلا رجوع إلی فوت الموالاة العرفیة.‏

‏‏(مسألة 9): لو قطع طوافه ولم یأت بالمنافی حتّی مثل الفصل الطویل أتمّه ‏ ‏وصحّ طوافه،ولو أتی بالمنافی فإن قطعه بعد تمام الشوط الرابع فالأحوط ‏ ‏إتمامه وإعادته.‏

‏‏(مسألة 10): لو حدث عذر بین طوافه من مرض أو حدث بلا اختیار؛فإن ‏ ‏کان بعد تمام الشوط الرابع أتمّه بعد رفع العذر وصحّ،وإلّا أعاده.‏

‏‏(مسألة 11): لو قطع طوافه لعذر ثمّ لم یقدر علی الإتیان به حتّی ضاق الوقت ‏ ‏فمع الإمکان یحمل ویطاف به،وإلّا یستنیب.‏

‏‏(مسألة 12): لو ضاق وقت الصلاة الواجبة و هو مشتغل بالطواف یجب ‏ ‏قطعه و الإتیان بالصلاة ثمّ إتمام الطواف لو کان القطع بعد الشوط الرابع،وإلّا ‏ ‏فعلیه الإعادة.‏

‏‏(مسألة 13): یستحبّ قطع الطواف لدرک صلاة الجماعة أو وقت فضیلة ‏ ‏الفریضة،ویتمّ الطواف بعدها من محلّ القطع،والأحوط فی صورة القطع قبل ‏ ‏تمام الشوط الرابع الإعادة أیضاً،ولا ینبغی ترک هذا الاحتیاط.‏

‏‏(مسألة 14): لو شکّ بعد الطواف والانصراف فی زیادة الأشواط لا یعتنی به ‏‏وبنی علی الصحّة،ولو شکّ فی النقیصة فکذلک علی إشکال،فلا یترک ‏ ‏الاحتیاط،ولو شکّ بعده فی صحّته من جهة الشکّ فی أنّه طاف مع فقد شرط أو ‏ ‏وجود مانع بنی علی الصحّة حتّی إذا حدث قبل الانصراف بعد حفظ السبعة ‏ ‏بلا نقیصة وزیادة.‏

‏‏(مسألة 15): لو شکّ بعد الوصول إلی الحجر الأسود فی أنّه زاد علی طوافه ‏ ‏بنی علی الصحّة،ولو شکّ قبل الوصول فی أنّ ما بیده السابع أو الثامن مثلاً بطل، ‏ ‏ولو شکّ فی آخر الدور أو فی الأثناء أنّه السابع أو السادس أو غیره من صور ‏ ‏النقصان بطل طوافه.هذا فی الطواف الواجب،و أمّا فی المستحبّ فیبنی علی ‏ ‏الأقلّ فی جمیع الصور.‏

‏‏(مسألة 16): کثیر الشکّ فی عدد الأشواط لا یعتنی بشکّه،والأحوط استنابة ‏ ‏شخص وثیق لحفظ الأشواط،والظنّ فی عدد الأشواط فی حکم الشکّ.‏

‏‏(مسألة 17): لو علم فی حال السعی عدم الإتیان بالطواف قطع وأتی به ثمّ ‏ ‏أعاد السعی،ولو علم نقصان طوافه قطع وأتمّ ما نقص ورجع وأتمّ ما بقی من ‏ ‏السعی وصحّ،لکنّ الأحوط فیها الإتمام و الإعادة لو طاف أقلّ من أربعة أشواط، ‏ ‏وکذا لو سعی أقلّ منها فتذکّر.‏

‏‏(مسألة 18): التکلّم و الضحک وإنشاد الشعر لا تضرّ بطوافه لکنّها مکروهة، ‏ ‏وکذا التمطّی و التثاؤب وفرقعة الأصابع ومدافعة البول و الغائط،بل الریح أیضاً ‏ ‏والأکل و الشرب ولبس البرطلة،و هی قلنسوة طویلة کانت تلبس قدیماً؛لأنّها ‏ ‏من زیّ الیهود،ویستحبّ فیه القراءة و الدعاء وذکر اللّه تعالی.‏

‏‏(مسألة 19): لا یجب فی حال الطواف کون صفحة الوجه إلی القدّام بل یجوز ‏‏المیل إلی الیمین و الیسار و العقب بصفحة وجهه،وجاز قطع الطواف وتقبیل ‏ ‏البیت و الرجوع لإتمامه،کما جاز الجلوس والاستلقاء بینه بمقدار لا یضرّ ‏ ‏بالموالاة العرفیة،وإلّا فالأحوط الإتمام و الإعادة.‏

‏‏(مسألة 20): یجوز حمل المریض أو الطفل للطواف به فی طواف نفسه ‏ ‎‏ویصحّ طوافهما.‏