مرجع: سید محمد سعید حکیم
موضوع: آداب الدخول إلى مكة المكرمة

في سنن دخول الحرم والمسجد والطواف‏

(مسألة 237): يستحب للمعتمر الغسل لدخول الحرم، ولدخول مكة المعظمة، ولدخول المسجد الحرام ويجزي عنها غسل واحد وإن كان الأولى تجديد الغسل لدخول مكة في فخ أو بئر ميمون أو بئر عبد الصمد. وتجديده ثانياً لدخول المسجد الحرام.

(مسألة 238): يجزي الغسل نهاراً للدخول للمواضع المذكورة نهاراً والغسل ليلًا للدخول ليلًا، فإن اغتسل نهاراً فلم يدخل حتى خرج النهار أعاد الغسل، وكذا إذا اغتسل ليلًا فلم يدخل حتى خرج الليل.

(مسألة 239): إذا اغتسل ثم أحدث بالأصغر قبل الدخول لم يجتزئ بغسله.

(مسألة 240): يجزي الغسل لدخول الحرم ولدخول مكة المعظمة عن الوضوء. وإن كان الأحوط استحباباً ضم الوضوء إليه، وهو اللازم في الغسل لدخول المسجد الحرام.

(مسألة 241): يستحب عند دخول الحرم ودخول مكة المعظمة ودخول المسجد الحرام مضغ الاذخر. وهو نبات طيب الرائحة.

(مسألة 242): يستحب لمن يريد الدخول للحرم أن يخلع نعليه عند دخوله ويأخذهما بيده تواضعاً وخشوعاً منه تعالى. وأن يدعو بهذا الدعاء: «اَللّهُمَّ إنَّكَ قُلْتَ فِي كِتابِكَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ وَأَذِّنْ فِى النّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجالاً وَعَلى كُلّ ضامِرٍ يَأْتينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَميقٍ اَللّهُمَّ إنّي اَرْجُو اَنْ اَكُونَ مِمَّنْ اَجابَ دَعْوَتَكَ، وَقَدْ جِئْتُ مِنْ شُقّةٍ بَعيدةٍ وَفَجٍّ عَميقٍ سامِعاً لِنِدائِكَ وَمُستَجِيباً لَكَ مُطيعاً لِأمْرِكَ وَكُلُّ ذلِكَ بِفَضْلِكَ عَليَّ وَاِحْسانِكَ إِلَيَّ فَلَكَ الْحَمْدُ عَلى ما وَفَّقْتَنِي لَهُ أبْتَغِيْ بِذلِك الزُّلْفَةَ عِنْدَكَ وَالْقُرْبَةَ إلَيْكَ وَالْمَنْزِلَةَ لَدَيْكَ وَالْمَغْفِرَةَ لِذُنُوبِي وَالتَّوْبَةَ عَلَيَّ مِنْها بِمَنِّكَ، اَللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَحَرِّمْ بَدَنِي عَلَى النَّارِ وَآمِنِّي مِنْ عَذابِكَ وَعِقابِكَ بِرَحْمَتِكَ يَا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ».

(مسألة 243): يستحب أن يمشي حافياً ويدخل مكة متأنياً مطمئناً على الطريق الاعلى، لابساً ثياباً خلقة تواضعاً لله تعالى.

(مسألة 244): يستحب دخول المسجد من باب بني شيبة، وهو الان في نفس المسجد، قيل: وهو في مقابل باب السلام على الظاهر.

(مسألة 245): يستحب عند دخول المسجد الوقوف على بابه والدعاء بالمأثور. ومنه ما روي في الصحيح عن الإمام الصادق (عليه السلام) وهو: «السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها النَّبِيُّ وَ رَحْمَةُ اللّه وَ بَرَكاتُهُ، بِسْم اللّه وَ بِاللّهِ وَ ما شاءَ اللّهُ، السَّلامُ عَلى أَنْبِياءِ اللّهِ وَ رُسُلِهِ، اَلسَّلامُ عَلى رَسُولِ اللّهِ، السَّلامُ عَلى إبْراهِيمَ خَلِيْلِ اللّهِ، وَ الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ».

ومنه ما روي عنه (عليه السلام) أيضاً، وهو: «بِسْمِ اللّهِ وَ بِاللّهِ وَ مِنَ اللّهِ وَ إلَى اللّهِ وَ ما شاءَ اللّهُ وَ عَلى مِلَّةِ رَسُولِ اللّهِ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، وَ خَيْرُ الْأسْماءِ للّهِ، وَ الْحَمْدُ للّهِ وَ السَّلامُ عَلى رَسُولِ اللّهِ، السَّلامُ عَلى مُحَمَّدْ بِنْ عَبْداللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَ رَحْمَةُ اللّهِ وَ بَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلى أنبِياءِ اللّهِ وَ رُسُلِهِ، السَّلامُ عَلى خَلِيْلِ اللّهِ الرَّحْمنِ، السَّلامُ عَلَى الْمُرسَلِينَ وَ الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ، السَّلامُ عَلَيْنا وَ عَلى عِبادِ اللّهِ الصَّالِحينَ، أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّد وَ بارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ ارْحَمْ مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّد كَما صَلَّيْتَ وَ بارَكْتَ وَ تَرَحَّمْتَ عَلى إبْراهِيمَ وَ آلِ إبْراهيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيْدٌ، أللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُو لِكَ، أللَّهُمَّ صَلِّ عَلى إبْراهِيْمَ خَلِيلِكَ وَ عَلى أنْبِيائِكَ وَ رُسُلِكَ وَ سَلِّمْ عَلَيْهِمْ، وَ سَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَ الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ، أللَّهُمَّ افْتَحْ لِي أبْوابَ رَحْمَتِكَ وَ اسْتَعْمِلْنِي في طاعَتِكَ وَ مَرْضاتِكَ وَ احْفَظْنِي بِحِفْظِ الإيمانِ أبَداً ما أبْقَيْتَني جَلَّ ثَناءُ وَجْهِكَ، الْحَمْدُ للّهِ الَّذي جَعَلَني مِنْ وَفْدِهِ وَزُوّارِهِ وَجَعَلَني مِمَّنْ يَعْمُرُ مَسَاجِدَهُ، وَجَعَلَني مِمَّنْ يُناجِيهِ، أللَّهُمَّ إنِّي عَبْدُكَ وَزائِرُكَ في بَيْتِكَ وَعَلى كُلِّ مَأتِيٍّ حَقٌّ لِمَنْ أتاهُ وَزارَهُ، وَأ نْتَ خَيْرُ مَأتِيٍّ وَأكْرَمُ مَزُورٍ فَأَسْأَلُكَ يا اَللّهُ يا رَحْمنُ بِأَ نَّكَ أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلاّ أنْتَ وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ بِأ نَّكَ واحِدٌ اَحَدٌ صَمَدٌ لَمْ تَلِدْ وَلَمْ تُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أحَدٌ، وَأنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَعَلى أهْلِ بَيْتِهِ يا جَوادُ يا كَرِيمُ يا ماجِدُ يا جَبَّارُ يا كَريمُ أسْأَلُكَ أنْ تَجْعَلَ تُحْفَتَكَ إيّايَ بِزِيارَتي إيَّاكَ أوَّلَ شيءٍ تُعْطِيَنِي فَكاكَ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ».

وتقول ثلاث مرات: «أللَّهُمَّ فُكَّ رَقَبَتي مِنَ النَّارِ».

ثم تقول: «وَ أوْسِعْ عَلَيَّ مِنْ رِزْقِكَ الْحَلالِ الطَّيِّبِ وَ ادْرَأْ عَنِّي شَرَّ شَياطِيْنِ الْجِنِّ وَ الْاِنْسِ وَ شَرَّ فَسَقَةِ الْعَرَبِ وَ الْعَجَمِ».

(مسألة 246): يستحب عند دخول المسجد أن يرفع يديه ويستقبل البيت ويقول: «بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله (صلى الله عليه وآله)»، ثم يرفع يديه ويتوجه إلى الكعبة ويقول كما في الصحيح عن الإمام الصادق (عليه السلام): «اَللَّهُمَّ إنّي أسْأَلُكَ في مَقامي هذا وَ في أوَّلِ مَناسِكِي أنْ تَقْبَلَ تَوْبَتِي وَ أنْ تَتَجاوَزَ عَنْ خَطِيئَتي وَ أنْ تَضَعَ عَنِّي وِزْري، الْحَمْدُ للّهِ الَّذي بَلَّغَنِي بَيْتَهُ الْحَرامَ أللَّهُمَّ إنّي أشْهَدُ أنَّ هذا بَيْتُكَ الْحَرامُ الَّذي جَعَلْتَهُ مَثابَةً لِلنَّاسِ وَ أمْناً مُبارَكاً وَ هُدىً لِلْعالَمينَ أللَّهُمَّ إنَّي عَبْدُكَ وَ الْبَلَدَ بَلَدُكَ وَ الْبَيْتَ بَيْتُكَ جِئْتُ أطْلُبُ رَحْمَتَكَ وَ أؤُمُّ طاعَتَكَ مُطِيْعاً لِأمْرِكَ راضياً بِقَدَرِكَ أسْأَلُكَ مَسْأ لَةَ الْفَقِيْرِ إلَيْكَ الْخائِفِ لِعُقُوبَتِكَ أللَّهُمَّ افْتَحْ لِي أبْوابَ رَحْمَتِكَ و اسْتَعْمِلْنِي بِطاعَتِكَ وَ مَرْضاتِكَ».

ثم يستقبل الكعبة الشريفة مخاطباً لها ويقول: «الحمد لله الذي عظّمك وشرّفك وكرّمك وجعلك مثابة للناس وأمناً مباركاً وهدى للعالمين».

وإذا وقع نظره على الحجر الأسود فليتوجه إليه وليقل: «ألْحَمْدُ للّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَ ما كُنّا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لا أنْ هَدانَا اللّهُ سُبْحانَ اللّهِ وَ الْحَمْدُ للّهِ وَ لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَ اللّهُ أكْبَرُ، اللّهُ أكْبَرُ مِنْ خَلْقِهِ وَ اللّهُ أكْبَرُ مِمّا أخْشى وَ اَحْذَرُ، لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيْكَ لَهُ، لَهُ الْمُلكُ وَ لَهُ الْحَمْدُ يُحْيِي وَ يُمِيتُ وَ يُمِيتُ وَ يُحْيِي وَ هُوَ حَيٌّ لا يَمُوتُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَ هُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ».

ويصلي على محمد وآل محمد، ويسلم على الأنبياء.

ثم يمشي متأنياً مطمئناً مقصّراً خطوته خوفاً من عذاب الله تعالى، فإذا قرب‏ من الحجر الأسود فليرفع يديه وليحمد الله تعالى وليثن عليه وليصلِّ على محمد وآله وليقل: «اللهم تقبل مني»، ثم يمسح يده وجسده بالحجر الأسود وليقبله، وإذا تعذر عليه تقبيله فليمسحه بيده، فإن تعذر أيضاً فليشر إليه، وليقل: «أللَّهُمَّ أمانَتِي أدَّيْتُها وَ مِيثاقِي تَعاهَدْتُهُ لِتَشْهَدَ لِي بِالْمُوافاةِ أللَّهُمَّ تَصْدِيقاً بِكِتابِكَ وَ عَلى سُنَّةِ نَبِيِّكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَ آلِهِ أشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَ أنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ آمَنْتُ بِاللّهِ وَ كَفَرْتُ بِالْجِبْتِ وَ الطاغُوتِ وَ اللاَّتِ وَ الْعُزّى وَ عِبادَةِ الشَّيْطانِ وَ عِبادَةِ كُلِّ نِدٍّ يُدْعى مِنْ دونِ اللّه».

وإذا تعذر عليه تمام الدعاء فليقرأ ما تيسر منه وليقل: «أللَّهُمَّ إليْكَ بَسَطْتُ يَدِي وَ فِيما عِنْدَكَ عَظُمَتْ رَغْبَتِي فَاقْبَلْ سُبْحَتي وَ اغْفِرْ لِي وَ ارْحَمْنِي، أللَّهُمَّ إنّي أعُوذُ بِكَ مِنَ الْكُفْرِ وَ الْفَقْرِ وَ مَواقِفِ الْخِزْيَ في الدُّنيا وَ الاْخِرَةِ».