(مسألة 286): يستحب أن يطوف حافياً مقصراً في خطواته مشغولًا بالذكر والدعاء وقراءة القرآن، تاركاً كل ما يكره في الصلاة وكل لغو وعبث، وأن يستلم الحجر ويقبله في كل شوط زيادة على الابتداء والاختتام إن أمكنه من دون أن يؤذي أحداً أو يؤخره عنه. وأفضل أوقات الطواف عند الزوال .
(مسألة 287): يستحب أن يدعو حال الطواف فيقول: «اللّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي يُمْشی بِهِ عَلی طَلَلِ الْمآءِ، كَما يُمْشی بِهِ عَلی جُدَدِ الْأَرْضِ، وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي يَهْتَزُّ لَهُ عَرْشُكَ، وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي تَهْتَزُّ لَهُ أَقْدامُ مَلائِكَتِكَ، وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكِ الَّذِي دَعاكَ بِهِ مُوسی مِنْ جانِبِ الطُّورِ فَاسْتَجَبْتَ لَهُ، وَ أَلْقَيْتَ عَلَيْهِ مَحَبَّةً مِنْكَ، وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي غَفَرْتَ بِهِ لِمُحَمَّدٍ -صلی الله عَلَيْهِ وَ آلِهِ- ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَ ما تَأَخَّرَ، وَ أتْمَمْتَ عَلَيْهِ نِعْمَتَكَ أنْ تَقْضِيَ حَوائِجِي فِی الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ».
ويستحب أيضاً في حال الطواف أن يقول: «اللّهُمَّ إِنِّي الَيْكَ فَقِيرٌ، وَ إنِّي خآئِفٌ مُسْتَجِيرٌ، فَلا تُغَيِّرْ جِسْمِي، وَ لا تُبَدِّلِ اسْمِي».
وكلما انتهى إلى باب الكعبة في كل شوط صلى على محمد وآله ودعا بهذا الدعاء: «سائلك فقيرك مسكينك ببابك فتصدَّق عليه بالجنة. اللهم البيتُ بيتُك والحرمُ حرمُك والعبدُ عبدُك وهذا مقام العائذِ بك المستجيرِ بك من النار فأعتقني ووالدي وأهلي وولدي وإخواني المؤمنين من النار يا جواد يا كريم».
وكان علي بن الحسين (عليهما السلام) إذا بلغ حِجْر إسماعيل يرفع رأسه ثم يقول: «اللّهُمَّ أَدْخِلْنِی الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ، وَ أَجِرْنِي بِرَحْمَتِكَ مِنَ النّارِ، وَ عافِنِي مِنَ السُّقْمِ، وَ أَوْسِعْ عَلَيَّ مِنَ الرِّزْقِ الْحَلالِ، وَ ادْرَأْ عَنِّي شَرَّ فَسَقَةِ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ، وَ شَرَّ فَسَقَةِ الْعَرَبِ وَ الْعَجَمِ».
ويستحب إذا مضى عن الحِجْر ووصل إلى خلف البيت أن يقول: «يا ذَا الْمَنِّ وَ الطَّوْلِ وَ الْجُودِ وَ الْكَرَمِ، إِنَّ عَمَلِي ضَعِيفٌ فَضاعِفْهُ لِي، تَقَبَّلْهُ مِنِّي، إِنَّكَ انْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ».
وإذا وصل إلى الركن اليماني يرفع يديه ويدعو بما دعا به أبو الحسن الرضا (عليه السلام) وهو: «يا اللّهُ، يا وَلِیَّ الْعافِيَةِ، وَ خالِقَ الْعافِيَةِ، وَ رازِقَ الْعافِيَةِ، وَ المُنْعِمُ بِالْعافِيَةِ، وَ الْمَنّانُ بِالْعافِيَةِ وَ الْمُتَفَضِّلُ بِالْعافِيَةِ عَلَیَّ وَ عَلی جَمِيعِ خَلْقِكَ، يا رَحْمٰنَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَ رَحِيمَهُما، صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ، وَ ارْزُقْنَا الْعافِيَةَ، وَ دَوامَ الْعافِيَةِ، وَ تَمامَ الْعافِيَةِ، وَ شُكْرَ الْعافِيَةِ، فِی الدُّنْيا وَ الْآخِرَةِ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ».
ثم يرفع رأسه إلى الكعبة ويقول: «الحمد لله الذي شرَّفك وعظَّمك والحمد لله الذي بعث محمداً نبياً وعلياً إماماً. اللهم اهدِ له خيار خلقك، وجنِّبه شرار خلقك».
ويقول فيما بين الركن اليماني والحَجَر الأسود: «ربّنا آتِنا في الدُّنيا حَسَنةً وفي الآخرةِ حسَنَةً وقِنا عذابَ النّار».
وقال عبد السلام بن عبد الرحمن: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): دخلت الطواف فلم يفتح لي شيء من الدعاء إلَّا الصلاة على محمد وآل محمد وسعيت فكان ذلك.
فقال: «ما أُعطي أحد ممن سأل أفضل مما أُعطيت».
(مسألة 288): إذا وصل في الشوط السابع إلى المستجار- وهو خلف الكعبة قريب من الركن اليماني- يقوم بحذاء الكعبة ويبسط يديه على حائطها ويلصق به بطنه وخده ويقر بذنوبه مسمياً لها ويتوب ويستغفر الله تعالى منها ويدعو بما دعا به أبو عبد الله (عليه السلام): «اللَّهُمَّ البَيتُ بيتُك، والعبدُ عبدُك وهذا مكانُ العائذ بك من النّاراللَّهُمَّ مِن قِبلِكَ الرَّوحُ والفَرَجُ والعافية، اللَّهُمَّ إنّ عملي ضَعيفٌ فضاعِفْه لي، واغْفِر لي ما اطّلَعْتَ عَلَيْهِ منِّي وخَفِيَ على خَلْقِك».
ويدعو بما دعا به علي بن الحسين (عليهما السلام): «اللهم إن عندي أفواجاً من ذنوب وأفواجاً من خطايا، وعندك أفواجٌ من رحمة، وأفواجٌ من مغفرة، يا من استجاب لأبغض خلقه إذ قال (أنظرني إلى يوم يبعثون)، استجب لي».
واطلب حاجتك، وادع كثيراً، واعترف بذنوبك فما كنت ذاكراً لها فاذكرها مفصلًا، وما كنت ناسياً لها فاعترف بها إجمالًا واستغفر الله فإنه يغفر لك إن شاء الله.
فإذا وصلت الحجر الأسود قل: «اللَّهُمَّ قنِّعْني بِما رَزقتَني، وبارِكْ لي فيما آتيْتَني» .