وليكن من جملة الدعاء فيها: «اللّهُمَّ هذِهِ جَمْعٌ؛ اللّهُمَّ إنِّي أسْأَلُكَ أنْ تَجْمَعَ لِي فِيها جَوامِعَ الْخَيرِ. اللّهُمَّ لاتُؤْيِسْنِي مِنَ الْخَيْرِ الَّذِي سَأَلْتُكَ أنْ تَجْمَعَهُ لِي فِي قَلْبِي وَ أطْلُبُ الَيْكَ أنْ تُعَرِّفَنِي ما عَرَّفْتَ أوْلِيآءَكَ فِي مَنْزِلِي هذا وَ أنْ تَقِيَنِي جَوامِعَ الشَّرِ».
فإذا انفجر الفجر وصلى صلاته، فليقف قريباً من الجبل أو حيث شاء، ثم ليحمد الله وليثنِ عليه ويذكر من آلائه وبلائه ما قدر عليه وليصلِّ على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ويحسن ذكر الائمة (عليهم السلام) واحداً بعد واحد، وليدع لهم ويبرأ من عدوهم، وليكن من قوله: «اللّهُمَّ رَبَّ الْمشعرالحرام فُكَّ رَقَبَتِي مِنَ النّارِ وَ أوْسِعْ عَلَيَّ مِنْ رِزْقِكَ الْحَلالِ وَ ادْرَأْ عَنِّي شَرَّ فَسَقَةِ الجِنِّ وَالْانْسِ. اللّهُمَّ أنْتَ خَيْرُ مَطْلُوبٍ الَيهِ وَ خَيرُ مَدْعُوٍّ وَ خَيْرُ مَسْؤُولٍ وَ لِكُلِّ وافِدٍ جائِزَةٌ، فَاجْعَلْ جائِزَتِي فِي مَوْطِنِى هَذا أنْ تُقِيلَنِي عَثْرَتِي وَ تَقْبَلَ مَعْذِرَتِي وَ أنْ تَجاوَزَ عَنْ خَطِيئَتِي، ثُمَّ اجْعَلِ التَّقْوى مِنَ الدُّنْيا زادِي».
ويكبر الله مائة مرة، ويحمده مائة مرة، ويسبحه مائة مرة، ويهلله مائة مرة. ويقول: «اللهم اهدني من الضلالة وأنقذني من الجهالة واجمع لي خير الدنيا والآخرة، وخذ بناصيتي إلى هُداك، وانقلني إلى رضاك، فقد ترى مقامي بهذا المشعر الذي انخفض لك فرفعته، وذل لك فأكرمته وجعلته علماً للناس، فبلغني فيه مناي ونيل رجاي. اللهم اني أسألك بحق المشعر الحرام أن تُحرّم شعري وبشري على النار، وأن ترزقني حياة في طاعتك، وبصيرة في دينك، وعملًا بفرائضك، واتباعاً لاوامرك، وخير الدارين، وأن تحفظني في نفسي ووالدي وولدي وأهلي واخواني وجيراني برحتمك».
وليجتهد في الدعاء والمسألة والتضرع إلى الله تعالى لنفسه ولوالديه وولده وأهله وماله والمؤمنين والمؤمنات.
(مسألة 364): يستحب للصرورة- وهو الذي لم يحج من قبل- أن يطأ المشعر الحرام برجله، والأولى أن يكون حافياً، وأن يكون وطؤه للجبل الذي في المشعر المسمى بقزح. وأن يذكر الله تعالى عليه.
(مسألة 365): تستحب الهرولة وسرعة المشي في وادي محسَّر للراكب والماشي- وهو واد عظيم بين المزدلفة ومنى- قدر مائة ذراع تقارب الخمسين متراً. والأفضل مائة خطوة، وأفضل منه استيعاب الوادي كله. وليقل حينه: «اللّهُمَّ سَلِّمْ لِي عَهْدِي وَ اقْبَلْ تَوْبَتِي وَ أَجِبْ دَعْوَتِي وَ اخْلُفْنِي بِخَيْرٍ فِي مَنْ تَرَكْتُ بَعْدِي».
بل إذا ترك الهرولة فيه وسرعة المشي حتى جازه استحب له الرجوع وتدارك ذلك، حتى لو ورد مكة.