مرجع: آية الله ناصر مكارم شيرازي
موضوع: واجبات الإحرام

الاوّل: النیّة

1517


الثانی: التلبیة

1518


الثالث: لبس ثوبی الإحرام‌

1519


الاوّل: النیّة

(المسألة 61) نیّة الإحرام هی أن یقصد تحریم امورٍ- سنذکرها فیما بعد- علی نفسه، ثم یأتی بأعمال العمرة والحج بعد ذلک.

ویکفی أن یقول- وهو یلاحظ هذا المعنی بلسانه أو فی قلبه: احرِمُ لعمرة التمتّع من الحج الواجب (أو المستحب) لنفسی (أو بالنیابة عن فلان) قربةً إلی اللَّه، ویکون مقصوده من «احرم» هو تحریم الأعمال والامور المذکورة علی نفسه.

ویقول فی إحرام الحج: «احرِمُ للحج الواجب قربةً إلی اللَّه» ویقول فی العمرة المفردة: «احْرِمُ للعمرة المفردة قربة إلی اللَّه».

(المسألة 62) لا یجب إجراء النیّة علی اللِّسان والنطق بها بل یکفی وجود مثل هذا القصد فی قلبه وضمیره، ولکن الأفضل مضافاً إلی القصد القلبی التلفّط به.

(المسألة 63) المقصود من قصد القربة هو قصد جلب رضا اللَّه تعالی، والتقرب إلی ذاته المقدسة، ویجب أن یقصد فی نفس الوقت الاتیان بمناسک العمرة أو الحج.

والأفضل أن یعیّن من البدایة أنه یقصد العمرة، أو الحج، وأن مراده مثلًا «حجّة الاسلام» (أی الحج الذی وجب علیه للاستطاعة) أو «الحج الاستحبابی»، أو «الحج المنذور»، أو «الحج النیابی».

ولا مانع أیضاً إذا نوی الإحرام فی البدایة علی أن یکون قصده أن یعیّن نوع العمل فیما بعد.

(المسألة 64) إذا قصد ونوی حین عقد نیّة الإحرام- أن یرتکب بعض محرمات الإحرام (مثل أن یکون فی ذلک الحین فی حال السفر ویکون تحت سقف السیارة أو الطائرة من دون ضرورة)، وفإحرامه لا یخلو عن إشکال.

وإذا کان فی نیّته من الأول ترک جمیع المحرمات ثم تغیّرت نیّته بعد عقد الإحرام أو ارتکب بعض تلک المحرّمات لم یضر ذلک باحرامه وان وجبت علیه الکفارة فی بعض الموارد.

(المسألة 65) لا یجب العلم بجمیع الامور المحرَّمة علی المحرم تفصیلًا بل یکفی العلم بها إجمالًا.


الثانی: التلبیة

(المسألة 66) یجب التلبیة عند الإحرام وهی أن یقول بالعربیة الصحیحة: «لَبَّیْکَ اللّهُمَّ لَبَّیْکَ لَبَّیْکَ لاشرِیْکَ لَکَ لَبَّیْکَ إِنَّ الْحَمْدَ والنِّعْمَةَ لَکَ وَالْمُلْکَ، لاشَرِیکَ لَکَ».

وهذه الصورة هی الأحوط وجوباً. والأفضل أن یجتنب ما زاد عن هذه العبارت، إلّاما سیأتی ذِکرُه فی المستحبات.

(المسألة 67) إذا لم یمکنه أن یؤَدّی بنفسه هذه العبارات بالعربیة الصحیحة یکفیه أن یقرأها أحدٌ بتؤدة ثم یکرّرها هو بعده.

وإذا لم یکن قادراً علی التلفّظ الصحیح، فالأحوط أن یقول ویقرأ ما یقدر علیه، ثم یقول ترجمته أیضاً، ویستنیب شخصاً قادراً علی ذلک لیلبی نیابة عنه أیضاً.

(المسألة 68) یجب فی الاحرام الإتیان بالتلبیة (علی النحو الذی مرّ) مرة واحدة، ویستحب بعد ذلک تکرار التلبیة فی الحالات المختلفة بقدر الإمکان، یعنی أن یکرر التلبیة عند الرکوب والنزول وعند کل علوة وکل منخفض وبعد الاستیقاظ من النوم وبعد الصَلَوات، والأفضل أن یرفع الرجال أصواتهم بالتلبیة.

(المسألة 69) یجب علی المحرم- لعمرة التمتّع- أن یقطع التلبیة عند مشاهدة بیوت مکة، وفی إحرام الحج عند ظهر یوم عرفة، وفی العمرة المفردة عند مشاهدة الکعبة المعظمة (هذا اذا کان قد خرج من مکة للإحرام، وأما إذا کان متوجهاً إلی مکة من خارجها فإنّ علیه أن یقطع التلبیة عند الدخول إلی منطقة الحرم).

(المسألة 70) یشیر الأخرس- بدل النطق بالتلبیة- بیده، ویحرّک لسانه حسب المعمول، والأفضل- مضافاً إلی ذلک- الإستنابة فی التلبیة أیضاً، ولکن لا یجب ذلک.

(المسألة 71) یجوز للصبیان أیضاً أن یُحرموا للعمرة أو للحج، فإن الصبی إن کان ممیزاً لبّی مع النیة بنفسه، وان لم یکن کذلک نوی ولبّی نیابة عنه.

ولو غُشی علی أحد فی المیقات جاز أن یُنوی ویُلبّی نیابةً عنه أیضاً.

(المسألة 72) لا یَحرُمُ شی‌ءٌ من المحرّمات الاربعة والعشرین التی تَحرم علی المحرم علی الشخص قبل التلبیة وان کان قد نوی الإحرام ولبس ثوبیه أیضاً.

وعلی هذا إذا ارتکب أیَّ واحدٍ من محرمات الاحرام قبل التلبیة لا تجب علیه کفارة، وفی الحقیقة تکون التلبیة بمثابة تکبیرة الإحرام فی الصلاة التی مالم یقلها المصلّی لا یقال عنه أنه دخل فی الصلاة. وإذا شک هل لبّی أم لا لم یُحرم علیه شی‌ءٌ أیضاً.

(المسألة 73) إذا کان فی المیقات وشکَّ هل لبّی أم لا، وجب علیه أن یلبّیَ، وإذا کان قد تجاوز المیقات فالأحوط أن یعود إلی المیقات إذا امکنه ذلک ویلبّی، وأما إذا لم یمکنه لبّی حیث هو. ولو کان قد لبی ولکن لا یدری هل لبَّی صحیحاً أم لا، بنی علی الصحّة، وصح إحرامه.


الثالث: لبس ثوبی الإحرام‌

(المسألة 74) یجب علی من یرید لبس ثوبی الإحرام أن ینزع قبل ذلک الثیاب التی یحرم علی المحرم لبسها، ثم یلبس ثوبی الإحرام: یأتزر بأحدهما ویسمی «الإزار»، ویرتدی الآخر مثل العباءة ویسمی «الرداء».

وهذا الحکم خاصٌ بالرّجال ولا یجب علی النساء لبس هذین الثوبین لا تحت لباسهن ولا فوق لباسهن.

(المسألة 75) الأحوط وجوباً أن یکون ثوبا الإحرام وطریقة لبسهما علی النحو المتعارف الآن، أی أن یجعل أحدهما إزاراً یغطی البدن من السرة إلی الرکبة علی الأقلّ، والآخر رداءً یلقی علی الکتفین بحیث یغطی بقیّة البدن، ولکن لا یشترط نوع أو لون خاصّ فی ثوبی الإحرام، ولکن یجب أن لا یکونا مخیطین علی کل حال.

(المسألة 76) الأحوط أن یکون لبس ثوبی الإحرام قبل النیة والتلبیة.

(المسألة 77) الأحوط وجوباً أن لا یعقد الإزار وراء الرقبة، (أما عقده عند الظهر أو الخاصرة فلا مانع منه ولا إشکال فیه: وأفضل الطرق هو شد حزام فوق الإزار.

أما عقد الرداء من الجانبین فلا إشکال فیه وهکذا شدّه بواسطة الدُّبوس، أو وضع حجر فی جانب من القماس (القطیفة) ثم شد خیط أو حبل حوله فی الطرف الآخر منه (کما یفعله بعض الحجاج) وإن کان ترک جمیع هذه الامور أولی

(المسألة 78) إذا أحرم من دون أن یتجرد من ثیابه العادیة جهلًا أو نسیاناً صح احرامه ولکن یجب فوراً نزع ثیابه العادیة، وارتداء ثوبی الإحرام لا غیر.

وإذا فعل هذا عالماً عامداً فالأحوط أن یجدّد نیة الاحرام والتلبیة بعد أن ینزع ثیابه العادیة ویلبس ثوبی الإحرام.

(المسألة 79) إذا عاد إلی لبس الثیاب العادیة بعد الإحرام جهلًا بالمسألة أو نسیاناً وجب نزع الثیاب العادیة من أسفل، وإذا لم یمکن ذلک شقها ونزعها عن بدنه.

(المسألة 80) لا یجب ارتداء ثوبی الإحرام دائماً، بل یجوز نزعهما للغسل أو التبدیل أو لغرض آخر.

(المسألة 81) إذا مرض المُحرِمُ ولم یمکنه نزعُ الثیاب العادیة عن بدنه فی المیقات کفاه نیة الإحرام والتلبیة.

وإذا أمکن ذلک مؤقّتاً، نزع الثیاب العادیة ولبس ثوبی الإحرام وأحرم، وإذا اضطرّ إلی لبس الثیاب العادیة فعل ذلک.

وإذا لم یمکن ذلک فی المیقات، ثم صلحت حالته الصحیّة لارتداء ثوبی الإحرام فالأحوط وجوباً العودة إلی المیقات إذا استطاع وتجدید الإحرام، وإذا تعذّرت العودة إلی المیقات بدّل ثیابه هناک (حیث هو) وجدّد الإحرام.

(المسألة 82) لا إشکال فی لبس أکثر من ثوبی الإحرام، للتوقّی من البرد أو الحرّ أو غیر ذلک.

(المسألة 83) کلّما یُشتَرَط فی لباس المصلّی یُشتَرَط أیضاً فی ثوبی الإحرام، وعلی هذا یجب أن یکون ثوبا الاحرام طاهرین، وأن لا یکونا من أجزاء الحیوان الحرام اللحم (التی تحلّها الحیاة) أو الحریر الخالص: أو المُذهبّ (ولا فرق فی هذا الحکم- علی الأحوط وجوباً- بین الرجل والمرأة، وإن کان هناک فرق بین الرجل والمرأة فی الحریر، والمُذَهّب).

(المسألة 84) یُعفی فی لباس الإحرام ما یعفی فی لباس المصَلّی ایضاً.

(المسألة 85) یجب أن لا یکون الإزار شَفافاً یُری ما تحته، والاحوط أن لا یکون الرداء کذلک أیضاً.

(المسألة 86) إذا تنجَّسَ لباسُ الإحرام یجب غسلُه وتطهیره فوراً، وإذا تعذر ذلک، وجب تطهیره متی أمکنه ذلک، (وإذا تنجس الرداءُ جاز رَفْعُهُ عن بدنه موقتاً).