(المسألة 194) لا یجوز الزیادة والنقصان فی الطواف، ولو أضاف أحد عمداً علی سبعة أشواط بطل طوافه، ولو نقص من طوافه شیئاً عمداً بطل طوافه أیضاً، فان عاد قبل فوت «الموالاة» وأتم طوافه صحّ، وإلّا بطل طوافه ووجب إعادته من جدید.
(المسألة 195) إذا نقص فی الطواف الواجب عن سهو ونسیان، وان کان بعد أن أتی باربعة أشواط عاد إلی المطاف وأتمّ طوافه (سواء فاتت الموالاة أو لم تفت). وإذا کان ذلک قبل أن یأتی باربعة أشواط فان لم تفت الموالاة بعدُ جاز له تکمیله وإلّا وجب الشروع فیه من جدید.
(المسألة 196) لمن ترک «طواف عمرة التمتع» عدة صور:
1- إذا ترک الطواف عمداً إلی أن ضاق وقت الوقوف فی «عرفات» فالأحوط وجوباً أن ینوی حج الإفراد، ثم یأتی بعد الحج بعمرة مفردة ویعید حج التمتع فی السنة المقبلة (وقت الوقوف فی عرفات علی الأحوط من ظهر یوم عرفة یعنی التاسع من شهر ذی الحجة إلی غروب الشمس من ذلک الیوم).
2- من ترک الطواف عن جهل انقلب حجه إلی حج الإفراد، والأحوط وجوباً أن یأتی بعمرة مفردة بعد ذلک ثم یعید حج التمتع فی السنة المقبلة والأحوط استحباباً ذبح بعیر کفارةً.
3- من ترک الطواف عن سهو ونسیان صح حجه وإذا تذکر أتی بالطواف (والأحوط استحباباً أن یعید السعی بعد ذلک أیضاً).
واذا کان قد عاد إلی وطنه أو خرج من مکة وصعب علیه الرجوع استناب أحداً لیطوف عنه، ولا یحرم علیه شیءٌ فی هذه المدة والأحوط أن یبعث بشاة إلی مکة للذبح وإذا لم یستطع ذلک، ذبحها فی وطنه.
4- إذا ترک «طواف الحج» إلی آخر ذی الحجة فان فعل ذلک عمداً أو جهلًا (سواء کان جاهلًا مقصّراً أو غیر مقصّر) بطل حجُه، ووجب علیه إعادة الحج فی السنة المقبلة، والأحوط أن یذبح بعیراً.
واذا فعل ذلک عن سهو ونسیان قضی طوافه وصح حجه، وإذ تذکر بعد الرجوع عن الحج، أو بعد الخروج من مکة وشقّ علیه الرجوع استناب أحداً لیطوف عنه (ویستحب أن یأتی بالسعی ایضاً بعد ذلک وأن یضحّی بشاةٍ فی منی واذا لم یمکن ذلک ضحّی بشاة فی وطنه ولا یحرم علیه شیءٌ فی هذه المدة).
5- إذا ترک «طواف النساء» سواء عمد أو نسیاناً أو جهلًا حرمت زوجتُه علیه إلی أن یعود ویأتی بهذا الطواف.
واذا لم یمکن ذلک أو شُقّ علیه استناب احداً لیطوف عنه. وإذا مات قضی عنه وَلیُّه.
ولا فرق فی هذا الحکم (أی ترک طواف النساء) بین الرجل والمرأة والصغیر الکبیر لأن طواف النساء واجب علی الجمیع، وبدونه لا تحلّ زوجته علیه. (کما لا یحلّ زوجها علیها).
(المسألة 197) إذا نقص شیئاً من الطواف عمداً، وفاتت «الموالاة» بطل طوافه، ووجب إعادته، وإذا أتی بالنقیصة قبل فوت الموالاة صحَّ طوافه.
(المسألة 198) إذا أتی فی طوافه بأکثر من سبعة أشواط عمداً بطل طوافه سواء قصد الزیادة من البدایة، أو أضاف شیئاً بعد إتمام الطواف، وسواء کانت الزیادة بمقدار شوط کامل أو اقل أو اکثر.
أما إذا لم یأت بالزیادة بقصد الطواف مثل أن یدور مع الطائفین ابتداءً بمقدار شوط حتی یتعرف علی الطواف والمطاف ثم عندما یحاذی الحجر الأسود یقصد الطواف لم یضر هذا العمل بطوافه.
وهکذا لا بأس إذا طاف شوطاً أو بعض شوط من دون قصد الطواف بعد أن أتم طوافه بسبب کثرة الزحام، ولم یمکنه الخروج من المطاف فوراً، ثم خرج فیما بعد.
(المسألة 199) إذا أتی- فی الطواف- بزیادة عن سبعة أشواط، فان کان أقلّ من شوط قطعه وصح طوافه.
وإذا کان شوطاً کاملًا أو أکثر من شوط فالأحوط وجوباً أن یضیف إلیه حتی تصیر سبعة اشواط بقصد القربة لیصیر طوافاً کاملًا ثم یأتی برکعتی الطواف الواجب ثم یسعی (إذا کان یجب السعی) ثم یأتی برکعتی الطواف المستحب (ولا یلزم أن یقصد وینوی أن الطواف الاول واجب والطواف الثانی مستحب بل یکفی أن یأتی بذلک بقصد القربة).
(المسألة 200) یحرم القران فی الطواف الواجب (أی أن یأتی بطوافین کاملین تباعاً بدون أن تفصل بینهما صلاة الطواف)، ولکن لا یبطل الطواف الأول إلّاأن یکون هذا قصده من البدایة، ففی هذه الصورة تکون صحة الطواف الأول محل إشکال. أما القران فی الطواف المستحب فمکروه ولیس بحرام ولا باطل.
(المسألة 201) إذا نقص من الطواف سهواً عمل وفق المسألة رقم 195.
(المسألة 202) إذا شک بعد الفراغ من الطواف فی عدد الأشواط لم یعتن بشکه. وهکذا إذا شک بعد الفراغ من الطواف فی أنه هل أتی بالشرائط اللازمة- مثل الوضوء وغیره- علی الوجه الصحیح أم لا، لم یعتن بشکه.
(المسألة 203) إذا شک بعد الوصول إلی «الحجر الأسود» فی أنه هل طاف سبعة أشواط أم ثمانیة أشواط أو اکثر لم یعتن بشکه وصحّ طوافه. وهکذا إذا شک فی أثناء الشوط هل هذا هو الشوط السابع أم أکثر أکمل ذلک الشوط، وصح طوافه.
(المسألة 204) إذا شک فی أثناءِ الطواف الواجب فی الأقل (ای شک مثلًا بین الستة والسبعة أو بین الخمسة والستة وما شابه ذلک) فالأحوط وجوباً أن یترک ذلک الطواف ویبدأ من جدید (هذا إذا کان الطواف واجباً). أما فی الطواف المستحب فیبنی علی الأقلّ ثم یُتم، ویصح طوافه.
(المسألة 205) الظن فی حکم الشک فی المسائل السابقة فلیعمل بحکم الشکّ.
(المسألة 206) لا بأس أن یعتمد الطائف علی صدیق له فی عدّ أشواط الطواف وحفظ حسابها (إذا کان موضع ثقة).
(المسألة 207) کثیر الشک (الذی یشک فی طوافه کثیراً) یجب أن لا یعتنی بشکه، فیأخذ بالجانب الذی یناسبه أکثر. مثلًا إذا شک بین الخمسة والستة بنی علی الستة، واذا شک بین السبعة والثمانیة بنی علی السبعة.
(المسألة 208) الکلام والضحک وحتی الأکل فی حال الطواف لا یبطل الطواف، ولکن الأفضل عدم التکلّم فی حال الطواف (واجباً کان أو مستحباً) إلّابذکر اللَّه والدعاء، والإتیان بهذه العبادة الکبیرة مع حضور القَلب والاجتناب عن کل عمل یقلّل من حضور القلب والتوجه إلی الحق سبحانه.