(المسألة 234) فیجب فی السعی عدة امور:
یجب أن یأتی بالسعی مع القصد وابتغاءً لمرضاة اللَّه. ویکفی فی هذا المجال أن یعرف إجمالًا ماذا یفعل، وأنه یسعی للعمرة أو الحج، ولا یلزم النطق باللسان.
الشروع من «الصفا».
الانتهاء بالمروة. (والصفا والمروة کما قلنا جبلان صغیران قریبان من المسجد الحرام، وعند الخروج من المسجد الحرام یقع «الصفا» علی الجانب الأیمن و «المروة» علی الجانب الایسر، ولهذا فان الحاج أول ما یأتی إلی الصفا ویبدأ منه).
والذهاب من الصفا إلی المروة یُعدُّ شوطاً والعودة من المروة إلی الصفا یُعدّ شوطاً آخر، ولهذا فان الشوط السابع ینتهی بالمروة.
(المسألة 235) یجب أن یقطع جمیع المسافة بین جبلی الصفا والمروة، وحیث أن قسماً من هذین الجبلین قد غُطیا ولهذا یکفی الصعود علی قسم من المرتفع، ولا یجب أن یذهب إلی القسم المکشوف من الجبلین ویُمِسَّ رجله بالجبل، ویفعل ما یفعله بعض العوام من الأعمال الموهنة.
یجب أن یکون السعی بین الصفا والمروة سبعة أشواط لا أقل ولا أکثر، ولو زاد فیه أو نقص عمداً بطل سعیه.
وإذا فعل ذلک سهواً عمل وفق الأحکام التی ذکرناها فی المسائل السابقة.
یجب أن یکون السعی بین الصفا والمروة من الطریق المتعارف ، وبناء علی هذا إذا أتی بمقدارٍ من السعی
من داخل المسجد الحرام أو من خارج المسجد والمسعی لم یصح سعیه.
وهکذا یشکل السعی فی الطابق العلوی المبنّی فوق المسعی الیوم إلا أن تکون هناک ضرورة شدیدة، ولم یمکن الإتیان بالسعی فی الطابق السفلیّ، ففی هذه الصورة یجوز السعی فی الطابق العلوی.
یجب أن یکون متوجّهاً إلی المروة عند الذهاب إلیها من الصفا، ومتوجها إلی الصفا حین الذهاب إلیه من المروة، ولو عکس بأن سعی بصورة قهقرائیة أو مشی بالعرض من الجانب الأیمن أو الأیسر کان فی سعیه إشکال.
ولکن هذه المسألة یجب أن لا تصیر مبعثاً للوسواس، بل یکفی أن یتحرک حسب المتعارف وإن التفت احیاناً إلی الیمین أو إلی الیسار أو التفت إلی الوراء لمشاهدة أصدقائه ورفقائه.
الأحوط [عدم غصبیة لباس الساعی وجوباً لصحة السعی أن لا یکون لباس الساعی وما یستصحبه معه غصبیاً وکذا الأحوط ستر العورة للرجال، والحجاب الشرعی للنساء.
(المسألة 236) لا یلزم أن یأتی بالسعی بعد الطواف وصلاته فوراً ومن دون فاصلة بل یجوز له- إذا کان تعباناً أن کان الهواء حاراً- أن یؤخّر سعیه إلی اللیل، بل ویجوز تأخیر السعی حتی من دون التعب والحرارة، ولکن لا یجوز تأخیره إلی الغد من غیر ضرورةٍ ولو أخره إلی الغد من دون ضرورة أثم وعصی ولکن لا یبطل سعیه.