مرجع: آية الله ناصر مكارم شيرازي
موضوع: الوقوف في عرفات

الوقوف فی عرفات‌

(المسألة 255) الثانی من واجبات الحج هو الوقوف فی عرفات. و «عرفات» صحراء تبتعد عن مکة بمسافة عشرین کیلومتراً تقریباً، وهی الیوم نصف مشجرة والواجب علی الحجاج أن یلبثوا هناک بعد ظهر الیوم التاسع من ذی الحجة.

(المسألة 256) الأحوط الوقوف فی عرفات من أول ظهر الیوم التاسع إلی غروب الشمس سواء راجلًا أو راکباً، فی حال السکون أو الحرکة، فی حال الیقظة أو النوم، أو بعضه نائماً وبعضه یقظاً.

ویستحب أن یکون الانسان فی هذه المدة مشتغلًا بذکر اللَّه، ومتوجهاً إلیه تعالی وفی حال التوبة والدعاء والضراعة، وفضل الدعاء والمناجاة فی هذا المکان والزمان لا نظیر له فی العظمة والأهمیّة.

(المسألة 257) الوقوف فی عرفات عبادة، ویجب أن یقترن بالنیة وقصد القربة، ولیست للنیة عبارة خاصة بل یکفی أن یقصد فی قلبه.

(المسألة 258) إذا خرج من عرفات قبل غروب الشمس فان کان ذلک عن نسیان أو جهلٍ بالمسألة لم یکن علیه شی‌ء.

وإذا فعل ذلک عمداً عصی وأثم ویجب أن یذبح بعیراً فی منی (وإذا لم یمکنه أن یذبح بعیراً وجب أن یصوم ثمانیة عشر یوماً) وحجّه صحیح علی کل حال.

(المسألة 259) إذا عاد إلی عرفات مرة اخری قبل غروب الشمس وبقی هناک إلی الغروب ثم خرج منها لم تجب علیه الکفارة.

(المسألة 260) الوقوف فی عرفات فی تمام المدة المذکورة سابقاً وإن کان واجباً وکان ترکه عصیاناً وإثماً ولکنه لیس من أرکان الحج، بل رکن الحج هو التوقف فی عرفات فقط مقداراً من الزمان الذی بدایته الظهر ونهایته غروب الشمس.

فلو وقف مقداراً من تلک المدة صحّ حجّه واذا ترک کل هذه المدة عمداً بطل حجه.

(المسألة 261) من لم یدرک الوقوف فی عرفات من الظهر إلی الغروب یجب علیه أن یقف فی ذلک المکان مقداراً من لیلة العید وإن قلّ.

وعلی هذا إذا وصل إلی عرفات فی الوقت الذی غادرها الناس، بقی مقداراً من اللیل هناک بشرط أن یوصل نفسَه إلی المشعر الحرام قبل طلوع الشمس من یوم العید ویسمَّی هذا بالوقوف الإضطراری فی عرفات.

وإذا لم یُوفَّق لدرک هذا الوقوف الإضطراری فی عرفات أیضاً، یعنی أنه لم یستطع البقاء فی عرفات شیئاً من تلک اللیلة کفاه أن یدرک شیئاً من الوقوف فی المشعر الحرام الذی سوف یأتی ذکرُه فیما بعد، وفی هذه الصورة یصح حجُّه.