ورد في حديث شريف أن مَن أرادَ أن يكثرَ مالُه فليطلِ الوقوفَ على الصَّفا.
واعلم أنّه يُستحبُّ أن يَسْعى راجلا وأن يُهرولَ في الفاصلة ما بَين العَلامتين ويمشي بصورةٍ عاديةٍ فيما عَدا ذلک (والهرولة هو الحركة المتوسطة بين المشي البطيء والركض) وإذا كان راكبآ يسرع في هذه المسافة في الجملة، ولدى المراجعة من هناک إلى المروة والعودة من المروة إلى الصفا يسير سيرآ متوسطآ. ولا هرولة للنساء، ويستحب السعي في حال البكاء، أو الإبكاء، ويدعو في السعي كثيرآ.
ويستحب أن يخرج إلى الصفا من الباب المقابل للحجر الأسود (مع السكينة والوقار، وعند ما يقف على الصف ينظر إلى الكعبة ويتوجّه صوب الركن الذي فيه الحجرُ الأسود، ويحمد الله ويثني عليه ويتذكر نعمه تعالى ثم يقول سبع مرّات: «اللهُ أَاكْبَرُ». وسبع مرّات: «الْحَمْدُ لِلّهِ». وسبع مرّات: «لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ». وثلاث مرّات : «لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيکَ لَهُ، لَهُ الْمُلْکُ وَلَهُ الْحَمْدُ يُحيي وَيُمِيتُ وَهُوَ حَيٌّ لا يَمُوتُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ».
ثم يصلّى على محمّد وآل محمّد ثم يقول بعد ذلک ثلاث مرّات : «اللهُ أَكْبَرُ عَلى ما هَدانا وَالْحَمْدُ لِلّهِ عَلى ما أَوْلانا والْحَمْدُ لِلّهِ الْحَيِّ الْقَيُّومِ، وَالْحَمْدُ لِلّهِ الدّائِمِ».
ثم يقول ثلاث مرّات : «أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، لا نَعْبُدُ إِلّا إِيّاهُ، مُخْلُصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ».
ثم يقول ثلاث مرّات: «اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُکَ الْعَفْوَ وَالْعافِيَةَ وَالْيَقِينَ فِي الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ». ثم يقول مائة مرّة: «اللهُ أَكْبَرُ». ومائة مرّة: «لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ». ومائه مرّة: «الْحَمْدُ لِلّهِ». ومائة مرّة: «سُبْحانَ اللهِ».
ثم يقول بعد ذلک : «لا إِلهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ وَحْدَهُ أَنْجَزَ وَعْدَهُ وَنَصَرَ عَبْدَهُ وَغَلَبَ الأَحْزَابَ وَحْدَهُ فَلَهُ الْمُلْکُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَحْدَهُ اللَّهُمَّ بارِکْ لِي فِي الْمَوْتِ وَفِيما بَعْدَ الْمَوْتِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِکَ مِنْ ظُلْمَةِ الْقَبْرِ وَوَحْشَتِهِ اللَّهُمَّ أَظِلَّنِي فِي ظِلِّ عَرْشِکَ يَوْمَ لا ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّکَ».
ويستودعُ الله دينَه ونفسَه وأهلَه (ويكثر من هذا) ثم يقول : «أَسْتَوْدِعُ اللهَ الرَّحْمنَ الرَّحِيمَ الَّذِي لا تَضِيعُ وَدائِعُهُ دِينِي وَنَفْسِي وَأَهْلِي وَمالِي وَوَلَدِي اللَّهُمَّ اسْتَعْمِلْنِي عَلى كِتابِکَ وَسُنَّةِ نَبِيِّکَ وَتَوَفَّنِي عَلى مِلَّتِهِ وَأَعِذْنِي مِنَ الْفِتْنَةِ».
ثم يقول ثلاثَ مرّات: «اللهُ أَكْبَرُ» ثم يعيد التكبير مرّتين ثم يعيدُه مرةً وحدةً ثم يعيد ذلک مرةً اُخرى، وإذا لم يتمكن من الإتيان بهذا العمل كلِّه يأتي بما يقدر عليه.
وقد رُوى عن أمير المؤمنين(علیه السلام) أنّه عندما كان يصعد على الصفا يستقبل الكعبة ثم يرفع يديه ثم يقول : «اللَّهُمَّ إغْفِرْ لِي كُلَّ ذَنْبٍ أَذْنَبْتُهُ قَطُّ فَإِنْ عُدْتُ فَعُدْ عَلَيَّ بِالْمَغْفِرَةِ فَإِنَّکَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ، اللَّهُمَّ افْعَلْ بِي ما أَنْتَ أَهْلُهُ فَإِنَّکَ إِنْ تَفْعَلْ بِي ما أَنْتَ أَهْلُهُ تَرْحَمُنِي وَإِنْ تُعَذِّبْنِي فَأَنْتَ غَنِيٌّ عَنْ عَذابِي وَأَنا مُحْتاجٌ إِلى رَحْمَتِکَ، فَيا مَنْ أَنا مُحْتاجٌ إِلى رَحْمَّتِهِ إرْحَمْنِي، لا تَفْعَلْ بِي ما أَنَا أَهْلُهُ فَإِنَّکَ إِنْ تَفْعَلْ بِي ما أَنَا أَهْلُهُ تُعَذِّبْنِي وَلَمْ تَظْلِمْنِي، أَصْبَحْتُ أَتَّقِي عَدْلَکَ وَلا أخافُ جَوْرَکَ فَيا مَنْ هُوَ عَدْلٌ لاَ يَجُورُ ارْحَمْنِي».
وروى عن الإمام الصادق (علیه السلام) أنّه قال: «إن اردتَ أن يكثر مالک فأكثر الوقوف على الصفا».
ويستحب أن يسعي راجلا ويمشي بتؤدة ووقار حتى يصلَ إلى محلَّ العلامة الاُولى ثم يهرول إلى العلامة الثانية، ثم يمشي في وقار وسكينة إلى أن يصل إلى المروة ويصعد عليها ويفعل على المروة ما فعله على الصفا ثم يتوجّه من المروة إلى الصفا على النحو الذي قلنا.
وإذا سعى راكبآ أسرع فيما بين العلامتين.
ثم إنّه ينبغي أن يحاول البكاء (ويتباكي) ويدعو الله كثيرآ.
ولا هرولة على النساء.