مرجع: آية الله السيستاني
موضوع: الأدعية المستحبة في عرفات

دعاء الإمام الحسين (ع) يوم عرفة

روي أن بشرا وبشيرا ولدا غالب الأسدي قالا: لما كان عصر عرفة في عرفات، وكنا عند أبي عبد الله الحسين (عليه السلام)، خرج (عليه السلام) من خيمته مع جماعة من أهل بيته وأولاده وشيعته بحال التذلل والخشوع والاستكانة، فوقف في الجانب الأيسر من الجبل، وتوجه إلى الكعبة، ورفع يديه قبالة وجهه كمسكين يطلب طعاما، وقرأ هذا الدعاء:

دعاء الإمام الحسين (علیه السلام) يوم عرفة:

ومنه: ما في صحيحة معاوية بن عمار عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: إنما تعجل الصلاة وتجمع بينهما لتفرغ نفسك للدعاء، فإنه يوم دعاء ومسألة، ثم تأتي الموقف وعليك السكينة والوقار فاحمد الله، وهلله ومجده وأثن عليه، و كبره مائة مرة، و احمده مائة مرة، و سبحه مائة مرة، و اقرأ «قل هو الله أحد» مائة مرة، وتخير لنفسك من الدعاء ما أحببت، واجتهد فإنه يوم دعاء ومسألة، وتعوذ بالله من الشيطان، فإن الشيطان لن يذهلك في موطن قط أحب إليه من أن يذهلك في ذلك الموطن، وإياك أن تشتغل بالنظر إلى الناس، وأقبل قبل نفسك، وليكن فيما تقول: «اللهم إني عبدك فلا تجعلني من أخيب وفدك، وأرحم مسيري إليك من الفج العميق».

وليكن فيما تقول: «اَللّهمَّ رَبَّ المَشاعَرِ کُلِّها فُکَّ رَقَبَتی مِنَ النّارِ، وَ أوْسِعْ عَلیَّ مِن رِزقِکَ الحَلالِ، وَ أدْرَأْ عَنّی شَرّ فَسَقَه الجنِّ وَ الانسِ، اللّهُمَّ لا تَمْکُرْ بی وَ لاَ تَخدَعِنی وَ لا تَستَدرِجنی یا أسمَعَ السّامِعینّ وَ یا أبصَرَ النّاظِرینَ وَ یا أسرَعَ الحاسِبِین وَ یا أرحَمَ الراحِمِینَ أسالُکَ أن تُصَلِّیَ عَلی مُحَمّدٍ وَ آلِ مُحمّدٍ وَ أن تَفعَلَ بی کَذا وَ کَذا». و به جای کذا و کذا حاجت خود را نام ببرد پس دست به آسمان بردارد و بگوید: «اَللّهمَّ حاجَتی إلَیکَ الّتی إنْ أعْطَیْتَنیها لَم یَضُرّنی ما مَنَعتَنی وَ إنْ مَنَعتَنیها لَم یَنفَعنی ما أعطَیتَنی، أسألُکَ خَلاصَ رَقَبَتی مِنَ النّارِ، اللّهمَّ إنّی عَبدُکَ وَ مِلْکُ یَدِکَ، ناصِیَتی بِیَدِکَ وَ أجَلی بِعِلمِکَ، أسألُکَ أنْ تُوفّقَنی لِما یُرضیکَ عَنی، و أنْ تُسلّمَ مِنّی مَناسِکی الَّتی أرَیتَها خَلیلَکَ إبراهیمَ صَلَواتُ الله عَلَیهِ وَ دَلَلَتَ عَلَیها نَبیِّکَ مُحَمّداً صَلّی الله عَلَیهِ وَ آلِهِ اَللّهمَّ أجعَلنی مِمَّن رَضَیتَ عَمَلَهُ و أطَلتَ عُمرَهُ وَ أحیَیْتَهُ بَعدَ المَوتَ حَيَاةً طَيِّبَة».

ومن الأدعية المأثورة ما علمه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عليا (عليه السلام) على ما رواه معاوية بن عمار عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: فتقول: «لا إله الا اللهُ وَحدَهُ لا شَریکَ لَهُ، لَهُ المُلکُ وَ لَهُ الحَمدُ، یُحیی وَ یَمُیتُ، وَ هُوَ حَیٌّ لا یَموتُ، بِیدِهِ الخَیرُ، وَ هُوَ عَلی کُلّ شی ءٍ قَدیرٌ، اَللّهمَّ لَکَ الحَمدُ کَالّذی تَقُولُ وَ خَیراً مِمّا تَقُول وَ فَوقَ مایَقُولُ القائِلُونَ، اَللّهمَّ لَکَ صَلاتی وَ نُسُکی وَ مَحیای وَ مَمَاتی، وَ لَکَ تُراثی وَ بِکَ حَولی وَ مِنکَ قُوّتی، اللّهمَّ إنّی أعوذُ بِکَ مِنَ الفَقرِ وَ مِن وساوس الصّدرِ وَ مِنْ شَتاتِ الامرِ وَ مِنْ عَذابِ القَبرِ، اَللّهمَّ إنّی أسألُکَ خَیرَ اللّیلِ وَ خَیرَ النّهارَ، اَللّهمَّ اجْعَلْ فِی قَلبی نوراً وَ فی سَمعی نُوراً وَ بَصری نُوراً وَ فی لَحمی وَ دَمی وَ عِظامی وض عُرُوقی وَ مَقعَدی وَ مَقامی وَ مَدخَلی نُوراَ، وَ أعظِم لی نُوراً یا ربّ یَومَ أقَاکَ، إنَّکَ عَلی کُلِّ شی ءٍ قَدیرٌ».

ومن تلك الأدعية ما رواه عبد الله بن ميمون، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)وقف بعرفات فلما همت الشمس أن تغيب قبل أن يندفع قال: «اَللهمَّ إنّی أعُوذُ بِکَ مِنَ الفَقرِ وَ مِن تَشَتُّتِ الامُورِ وَ مِنْ شَرِّ ما یَحدُثُ بِاللّیلِ وَ النّهارِ، أمْسی ظُلمی مُستَجیراً بِعفوِکَ، وَ أمسی خَوفی مُستَجیراً بِأمانِکَ، وَ أمسی ذُنُوبی مُستَجیرهً بِمَغفِرتِکَ وَ أمْسی ذُلّی مُستَجیراً بعزّکَ، وَ أمْسی وَجهِیَ الفانی البالی مُستَجیراً بِوَجهِکَ الباقی، یا خَیرَ مَن سُئِلَ وَ یَا أجوَدَ مَن أعطی جَلّلْنی بِرَحمَتِکَ، وَ ألْبِسنی عافِیَتَک، وَاصرِفْ عَنّی شَرّ جَمیعِ خَلقِکَ».

وروى أبو نصير عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: إذا غربت الشمس يوم عرفة فقل: «اَللهمَّ لا تَجعلهُ آخِرَ العَهدِ مِن هذا المَوقِفِ، وَ ارْزُقنیهِ مِن قابلٍ أبَداً ما أبقَیتَنی، وَ اقلِبنِیَ الیَومَ مُفلِحاً مُنجِحاً مُستَجاباً لی، مَرحُوماً مَغفُوراً لی، بأفضلِ ما یَنقَلِبُ بِهِ الیَومَ أحَدٌ مِن وَ فْدِکَ وَ حُجّاجِ بَیتِکَ الحَرامِ، وَ اجعَلْنی الیَومَ مِن أکرَمِ وَ فْدِکَ عَلَیکَ، وَ أعطِنی أفضَلَ ما أعطَیتَ أحَداً مِنهُم مِنَ الخَیرِ وَ البَرَکَهِ وَ الرّحمَهِ وَ الرّضوانِ وَ المَغفِرهِ، وَ بِارِکْ لی فیما أرْجعُ إلَیهِ مِن أهلٍ أوْ مالٍ أوْ قَلیل أو کَثیرٍ وَ بارِک لَهُم فِیَّ».