ويستحب الاتيان بالطواف يوم العيد، فإذا قام على باب المسجد يقول: «اَللَّهُمَّ اَعِنِّی عَلی نُسُکِکَ وَ سَلِّمْنِی لَهُ وَ سَلِّمْهُ لِی، أَسْأَلُکَ مَسْأَلَةَ الْعَلِیلِ الذَّلِیلِ الْمُعْتَرِفِ بِذَنْبِهِ، اَنْ تَغْفِرَ لِی ذُنُوبِی وَ اَنْ تَرْجِعَنِی بِحاجَتِی، اَللَّهُمَّ إِنِّی عَبْدُکَ وَ الْبَلَدُ بَلَدُکَ وَ الْبَیْتُ بَیْتُکَ، جِئْتُ اَطْلُبُ رَحْمَتَکَ وَ أَؤُمَّ طاعَتَکَ، مُتَّبِعاً لِاَمْرِکَ، راضِیاً بِقَدَرِکَ، اَسْاَلُکَ مَسْأَلَةَ الْمُضْطَرِّ إِلَیْکَ الْمُطِیعِ لِأمْرِکَ الْمُشْفِقِ مِنْ عَذابِکَ اَلْخائِفِ لِعُقُوبَتِکَ، اَنْ تُبَلِّغَنِی عَفْوَکَ وَ تُجِیرَنِی مِنَ النَّارِ بِرَحْمَتِکَ».
ثم يأتي الحجر الأسود فيستلمه ويقبله، فإن لم يستطع استلم بيده وقبلها، وإن لم يستطع من ذلك أيضا استقبل الحجر وكبر وقال كما قال حين طاف بالبيت يوم قدم مكة.
روى معاوية بن عمار عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: تقول في الطواف: « اللّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي يُمْشی بِهِ عَلی طَلَلِ الْمآءِ، كَما يُمْشی بِهِ عَلی جُدَدِ الْأَرْضِ، وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي يَهْتَزُّ لَهُ عَرْشُكَ، وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي تَهْتَزُّ لَهُ أَقْدامُ مَلائِكَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكِ الَّذِي دَعاكَ بِهِ مُوسی مِنْ جانِبِ الطُّورِ فَاسْتَجَبْتَ لَهُ، وَأَلْقَيْتَ عَلَيْهِ مَحَبَّةً مِنْكَ، وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي غَفَرْتَ بِهِ لِمُحَمَّدٍ -صلیالله عَلَيْهِ وَآلِهِ- ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَما تَأَخَّرَ، وَ أتْمَمْتَ عَلَيْهِ نِعْمَتَكَ أنْ تَقْضِيَ حَوائِجِي فِی الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ» ما أحببت من الدعاء.
وكلما ما انتهيت إلى باب الكعبة فصل على النبي صلى الله عليه وآله، وتقول فيما بين الركن واليماني والحجر الأسود: «رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَ فِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَ قِنا عَذابَ النّارِ».
وقل في الطواف: «اللّهُمَّ إِنِّي الَيْكَ فَقِيرٌ، وَإنِّي خآئِفٌ مُسْتَجِيرٌ، فَلا تُغَيِّرْ جِسْمِي، وَلا تُبَدِّلِ اسْمِي».
وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان علي بن الحسين (عليه السلام) إذا بلغ الحجر قبل أن يبلغ الميزاب يرفع رأسه، ثم يقول وهو ينظر إلى الميزاب: «اللّهُمَّ أَدْخِلْنِی الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ، وَأَجِرْنِي بِرَحْمَتِكَ مِنَ النّارِ، وَعافِنِي مِنَ السُّقْمِ، وَأَوْسِعْ عَلَيَّ مِنَ الرِّزْقِ الْحَلالِ، وَادْرَأْ عَنِّي شَرَّ فَسَقَةِ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ، وَشَرَّ فَسَقَةِ الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ».
وفي الصحيح عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه لما انتهى إلى ظهر الكعبة حتى يجوز الحجر قال: «يا ذَا الْمَنِّ وَالطَّوْلِ وَالْجُودِ وَالْكَرَمِ، إِنَّ عَمَلِي ضَعِيفٌ فَضاعِفْهُ لِي، تَقَبَّلْهُ مِنِّي، إِنَّكَ انْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ».
وعن أبي الحسن الرضا (عليه السلام)، أنه لما صار بحذاء الركن اليماني قام فرفع يديه ثم قال: «يا اللّهُ، يا وَلِیَّ الْعافِيَةِ، وَخالِقَ الْعافِيَةِ، وَرازِقَ الْعافِيَةِ، وَالمُنْعِمُ بِالْعافِيَةِ، وَالْمَنّانُ بِالْعافِيَةِ وَالْمُتَفَضِّلُ بِالْعافِيَةِ عَلَیَّ وَعَلی جَمِيعِ خَلْقِكَ، يا رَحْمٰنَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَرَحِيمَهُما، صَلِّ عَلی مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَ ارْزُقْنَا الْعافِيَةَ، وَدَوامَ الْعافِيَةِ، وَتَمامَ الْعافِيَةِ، وَشُكْرَ الْعافِيَةِ، فِی الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ».
وعن أبي عبد الله (عليه السلام): إذا فرغت من طوافك وبلغت مؤخر الكعبة وهو بحذاء المستجار دون الركن اليماني بقليل فابسط يديك على البيت، والصق بدنك وخدك بالبيت وقل: «اللّهُمَّ الْبَيْتُ بَيْتُكَ، وَالْعَبْدُ عَبْدُكَ، وَهذا مَكانُ الْعائِذِ بِكَ مِنَ النّارِ».
ثم أقر لربك بما عملت، فإنه ليس من عبد مؤمن يقر لربه بذنوبه في هذا المكان إلا غفر الله له إن شاء الله. وتقول: «اللّهُمَّ مِنْ قِبَلِكَ الرَّوْحُ وَالفَرَجُ وَالْعافِيَةُ، اللّهُمَّ إِنَّ عَمَلِي ضَعِيفٌ فَضاعِفْهُ لِي، وَاغْفِرْ لِي مَا اطَّلَعْتَ عَلَيْهِ مِنِّي وَخَفِیَ عَلی خَلْقِكَ، أسْتَجِيرُ بِاللّهِ مِنَ النّارِ».
ثم تستجير بالله من النار وتخير لنفسك من الدعاء، ثم تستلم الركن اليماني ثم أئت الحجر الأسود.
وفي رواية أخرى عنه (عليه السلام): ثم استقبل الركن اليماني والركن الذي فيه الحجر الأسود واختم به وتقول: «اللّهُمَّ قَنِّعْنِي بِما رَزَقْتَنِي، وَبارِكْ لِي فِيما آتَيْتَنِي».
ويستحب للطائف في كل شوط أن يستلم الأركان كلها، وأن يقول عند استلام الحجر الأسود: «أَمانَتی أَدَّيْتُها وَ ميثاقی تَعاهَدْتُهُ لِتَشْهَدَ لی بِالْمُوافاةِ».