والأفضل المأثور: فمن ذلك دعاء الحسين عليه السلام، ودعاء ولده الإمام زين العابدين عليه السلام.
ومنه ما في صحيحة معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إنما تعجل الصلاة وتجمع بينهما لتفرغ نفسك للدعاء، فإنه يوم دعاء ومسألة ثم تأتي الموقف وعليك السكينة والوقار، فاحمد الله، وهلله ومجده وأثن عليه، وكبره مائة مرة.
وأحمده مائة مرة.
وسبحه مائة مرة وأقرأ قل هو الله أحد مائة مرة.
وتخير لنفسك من الدعاء ما أحببت واجتهد، فإنه يوم دعاء ومسألة، وتعوذ بالله من الشيطان فإن الشيطان لن يذهلك في موطن قط أحب إليه من أن يذهلك في ذلك الموطن.
وإياك أن تشتغل بالنظر إلى الناس، وأقبل قبل نفسك، وليكن فيما تقول: «اللهم إني عبدك فلا تجعلني من أخيب وفدك، وأرحم مسيري إليك من الفج العميق» وليكن، فيما تقول: «اَللّهُمَّ رَبَّ الْمَشاعِرِ کُلِّها، فُکَّ رَقَبَتِی مِنَ النّارِ، وَ اَوْسِعْ عَلَىَّ مِنْ رِزْقِکَ الْحَلالِ، وَ ادْرَأْ عَنِّی شَرَّ فَسَقَةِ الْجِنِّ وَ الاِْنْسِ. اَللّهُمَّ لاتَمْکُرْبى، وَ لاتَخْدَعْنِى، وَ لاتَسْتَدْرِجْنِى، یا اَسْمَعَ السّامِعِینَ، وَ یا اَبْصَرَ النّاظِرِینَ، وَ یا اَسْرَعَ الْحاسِبِینَ، وَ یا اَرْحَمَ الرّاحِمِینَ. اَسْألُکَ اَنْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّد وَ آلِ مُحَمَّد، وَ أَنْ تَفْعَلَ بِی (کذا و کذا)» وتذكر حوائجك.
وليكن فيما تقول وأنت رافع رأسك إلى السماء «اَللّهُمَّ حاجَتِی اِلَیْکَ، الَّتى اِنْ اَعْطَیْتَنِیها لَمْ یَضُرَّنِی ما مَنَعْتَنِی، وَ اِنْ مَنَعْتَنِیها لَمْ یَنْفَعْنِی ما اَعْطَیْتَنِی، أَسْأَلُکَ خَلاصَ رَقَبَتِی مِنَ النّارِ. اَللّهُمَّ إنِّی عَبْدُکَ، وَ مِلْکُ ناصِیَتِی بِیَدِکَ، وَ أَجَلِی بِعِلْمِکَ، أَسْأَلُکَ أَنْ تُوَفِّقَنِی لِما یُرْضِیکَ عَنِّی، وَ اَنْ تُسَلِّمَ مِنِّی مَناسِکِی، الَّتی اَرَیْتَها خَلِیلَکَ اِبْراهِیمَ(علیه السلام)، وَ دَلَلْتَ عَلَیْها نَبِیَّکَ مَحَمَّداً صَلَّى اللّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ. اَللّهُمَّ اجْعَلْنِی مِمَّنْ رَضِیتَ عَمَلَهُ، وَ اَطَلْتَ عُمْرَهُ، وَ اَحْیَیْتَهُ بَعْدَ الْمَوتِ».
ومن الأدعية المأثورة ما علمه رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام على ما رواه معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: فتقول: «لا اِلهَ اِلاَّ اللّهُ وَحْدَهُ لاشَرِیکَ لَهُ، لَهُ الْمُلْکُ وَ لَهُ الْحَمْدُ، یُحْیِی وَ یُمِیتُ، وَ هُوَ حَىٌّ لایَمُوتُ، بِیَدِهِ الْخَیْرُ، وَ هُوَ عَلى کُلِّ شَىْء قَدیرٌ. اَللّهُمَّ لَکَ الْحَمْدُ کَالَّذی تَقُولُ، وَ خَیْراً مِمّا نَقُولُ، وَ فَوْقَ ما یَقُولُ الْقائِلُونَ. اَللّهُمَّ لَکَ صَلاتى وَ نُسُکی وَ مَحیْاىَ وَ مَماتی، وَ لَکَ تُراثی، وَ بِکَ حَوْلى، وَ مِنْکَ قُوَّتی. اَللّهُمَّ اِنّی اَعُوذُ بِکَ مِنَ الْفَقْرِ، وَ مِنْ وَساوِسِ الْصُّدُورِ، وَ مِنْ شَتاتِ الاَْمْرِ، وَ مِنْ عَذابِ الْقَبْرِ. اَللّهُمَّ اِنّی اَسْئَلُکَ خَیْرَ الرِّیاحِ، وَ اَعُوذُ بِکَ مِنْ شَرِّ ما یَجىءُ بِهِ الرِّیاحُ، وَ اَسْئَلُکَ خَیْرَ اللَّیْلِ وَ خَیْرَ النَّهارِ. اَللّهُمَّ اجْعَلْ فی قَلْبی نُوراً، وَ فی سَمْعی وَ بَصَری نُوراً، وَ فی لَحْمی وَ دَمی وَ عِظامی وَ عُرُوقی وَ مَقْعَدی وَ مَقامی وَ مَدْخَلی وَ مَخْرَجی نُوراً، وَ اَعْظِمُ لی نُوراً، یا رَبِّ یَوْمَ اَلْقاکَ، اِنَّکَ عَلى کُلِّ شَىْء قَدیرٌ».
ومن تلك الأدعية ما رواه عبد الله بن ميمون، قال سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: إن رسول الله (ص) وقف بعرفات فلما همت الشمس أن تغيب قبل أن تندفع قال: «اَللّهُمَّ اِنّى اَعُوذُبِکَ مِنَ الْفَقْرِ، وَ مِنْ تَشَتُّتِ الاُْمُورِ، وَ مِنْ شَرِّ ما یَحْدُثُ بِاللَّیْلِ وَ النَّهارِ، اَمْسى ظُلْمى مُسْتَجیراً بِعَفْوِکَ، وَ اَمْسى خَوْفى مُسْتَجیراً بِاَمانِکَ، وَ أمْسى ذُنُوبی مُسْتَجِیرَةً بِمَغْفِرَتِکَ، وَ اَمْسى ذُلّى مُسْتَجیراً بِعِزِّکَ، وَ اَمْسى وَجْهی الْفانى مُسْتَجیراً بِوَجْهِکَ الْباقى. یا خَیْرَ مَنْ سُئِلَ، وَ یا اَجْوَدَ مَنْ اَعْطى، جَلِّلْنى بِرَحْمَتِکَ، وَ اَلْبِسْنى عافِیَتَکَ، وَ اصْرِفْ عَنّی شَرَّ جَمیعِ خَلْقِکَ».
وروى أبو بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا غربت الشمس يوم عرفة فقل: «اَللّهُمَّ لاتَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ هذَا الْمَوْقِفِ، وَ ارْزُقْنیهِ مِنْ قابِل اَبَداً ما اَبْقَیْتَنِی، وَ اقْلِبْنِی الْیَوْمَ مُفْلِحاً مُنْجِحاً مُسْتَجاباً لِی، مَرْحُوماً مَغْفُوراً لِی، بِاَفْضَلِ ما یَنْقَلِبُ بِهِ الْیَوْمَ اَحَدٌ مِنْ وَفْدِکَ، وَ حُجّاجِ بَیْتِکَ الْحَرامِ، وَ اجْعَلْنِى الْیَوْمَ مِنْ اَکْرَمِ وَفْدِکَ عَلَیْکَ، وَ اَعْطِنِی اَفْضَلَ ما اَعْطَیْتَ اَحَداً مِنْهُمْ، مِنَ الْخَیْرِ وَ الْبَرَکَةِ وَ الرَّحْمَةِ وَ الرِّضْوانِ وَ الْمَغْفِرَةِ، وَ بارِکْ لِی فِیما اَرْجِعُ اِلَیهِ، مِنْ اَهْل اَوْ مال أوْ قَلِیل اَوْ کَثِیر، وَ بارِکْ لَهُمْ فِىَّ».
وروي أيضا عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: إذا أتيت الموقف فاستقبل البيت وسبح الله مائة مرة، وكبر الله مائة مرة، وتقول: «ما شآءَ اللّهُ لا قُوَّةَ إلاّ بِاللّهِ» مائة مرة، وتقول: «أشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلاَّ اللّهُ وَحْدَهُ لا شَرِیکَ لَهُ، لَهُ المُلْکُ، وَ لَهُ الحَمْدُ، یُحیی وَ یُمیتُ، وَ یُمیتُ و یُحْیی، وَ هُوَ حَىٌّ لا یُمُوتُ، بِیَدِهِ الْخَیْرُ، وَ هُوَ عَلى کُلِّ شَیء قَدیرٌ» مائة مرة ثم تقرأ عشر آيات من أول سورة البقرة، ثم تقرأ: «قل هو الله أحد»
ثلاث مرات وتقرأ آية الكرسي حتى تفرغ منها، ثم تقرأ آية السخرة: «اِنَّ رَبَّکُمُ اللّهُ الَّذی خَلَقَ السَّمواتِ وَ الاَْرْضَ فِی سِتَّةِ اَیّام ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ یُغْشِى اللَّیْلَ النَّهارَ یَطْلُبُهُ حَثِیثاً وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ وَ النُّجُومَ مُسَخَّرات بِاَمْرِهِ اَلا لَهُ الْخَلْقُ وَ الاَْمْرُ تَبارَکَ اللّهُ رَبُّ الْعالَمِینَ * اُدْعُوا رَبَّکُمْ تَضَرُّعاً وَ خُفْیَةً إنَّهُ لا یُحِبُّ المُعْتَدینَ * وَ لا تُفسِدوا فى الأرضِ بَعدَ إصلاحِهَا و ادْعُوهُ خَوْفاً وَ طَمَعاً إنَّ رَحْمَةَ اللّهِ قَریْبٌ مِنَ الُمحْسِنینَ»
إلى آخره، ثم تقرأ: «قل أعوذ برب الفلق» و «قل أعوذ برب الناس»
حتى تفرغ منهما ثم تحمد الله عز وجل على كل نعمة ما أنعم عليك من أهل ومال، وتحمد الله تعالى على ما أبلاك، وتقول: «اللهم لك الحمد على نعمائك التي لا تحصى بعدد ولا تكافأ بعمل " وتحمده بكل آية ذكر فيها الحمد لنفسه في القرآن، وتسبحه بكل تسبيح ذكر به نفسه في القرآن، وتكبره بكل تكبير كبر به نفسه في القرآن، وتهلله بكل تهليل هلل به نفسه في القرآن، وتصلي على محمد وآل محمد وتكثر منه وتجتهد فيه، وتدعو الله عز وجل بكل اسم سمى به نفسه في القرآن، وبكل اسم تحسنه وتدعوه بأسمائه التي في آخر الحشر وتقول: " أسألك يا الله يا رحمن بكل اسم هو لك، وأسألك بقوتك وقدرتك وعزتك وبجميع ما أحاط به علمك، وبجمعك وبأركانك كلها وبحق رسولك صلوات الله عليه وباسمك الأكبر الأكبر وباسمك العظيم الذي من دعاك به كان حقا عليك أن لا تخيبه وباسمك الأعظم الأعظم الذي من دعاك به كان حقا عليك أن لا ترده وأن تعطيه ما سأل أن تغفر لي جميع ذنوبي في جميع علمك في " وتسأل الله حاجتك كلها من أمر الآخرة والدنيا وترغب إليه في الوفادة في المستقبل في كل عام، وسأل الله الجنة سبعين مرة، وتتوب إليه سبعين مرة، وليكن من دعائك: " اللهم فكني من النار، وأوسع علي من رزقك الحلال الطيب وادرأ عني شر فسقة الجن والإنس وشر فسقة العرب والعجم».
فإن نفد هذا الدعاء ولم تغرب الشمس فأعده من أوله إلى آخره، ولا تمل من الدعاء والتضرع والمسألة.