مرجع: آية الله وحيد خراساني
موضوع: آداب مكة المكرمة و طواف الوداع

دخول الحرم ومستحباته

يستحب في دخول الحرم أمور:

1.النزول من المركوب عند وصول الحرم والاغتسال لدخوله.

2.خلع نعليه عند دخول الحرم وأخذهما بيده تواضعا وخشوعا لله سبحانه.

3.أن يدعو بهذا الدعاء عند دخول الحرم: «اللهم إنك قلت في كتابك المنزل وقولك الحق وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق اللهم وإني أرجو أن أكون ممن أجاب دعوتك وقد جئت من شقة بعيدة وفج عميق سامعا لندائك ومستجيبا لك مطيعا لأمرك وكل ذلك بفضلك علي وإحسانك إلي فلك الحمد على ما وفقتني له أبتغي بذلك الزلفة عندك والقربة إليك والمنزلة لديك والمغفرة لذنوبي والتوبة علي منها بمنك اللهم صل على محمد وآل محمد وحرم بدني على النار وآمني من عذابك وعقابك برحمتك يا أرحم الراحمين».

4.مضغ شئ من الإذخر عند دخوله الحرم.

آداب دخول مكة المكرمة والمسجد الحرام يستحب لمن أراد أن يدخل مكة أن يغتسل من فخ قبل دخولها، وأن يدخلها ماشيا حافيا وعليه السكينة والوقار، وإذا هبط وادي مكة لبس خلقان ثيابه، وأن  يكون دخوله من أعلاها - من عقبة المدنيين - لمن جاء من المدينة والخروج من أسفلها أي من ذي طوى اقتداءا برسول الله (ص)، وأن يبدأ بمنزله قبل أن يطوف اقتداء بعلي (ع).

ويستحب أن يكون حال دخول المسجد حافيا على سكينة ووقار وخشوع، وأن يكون دخوله من باب بني شيبة، وهذا الباب وإن جهل فعلا من جهة توسعة المسجد إلا أنه قال بعضهم إنه كان بإزاء باب السلام.

فالأولى الدخول من باب السلام، ثم يأتي مستقيما إلى أن يتجاوز الأسطوانات.

ويستحب أن يقف على باب المسجد ويقول: «السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته بسم الله وبالله ومن الله وما شاء الله والسلام على أنبياء الله ورسله والسلام على رسول الله والسلام على إبراهيم (خليل الله)  والحمد لله رب العالمين».

ثم يدخل المسجد متوجها إلى الكعبة رافعا يديه إلى السماء ويقول: «اللهم إني أسألك في مقامي هذا وفي أول مناسكي أن تقبل توبتي وأن تجاوز عن خطيئتي وتضع عني وزري المد لله الذي بلغني بيته الحرام اللهم إني أشهدك أن هذا بيتك الحرام الذي جعلته مثابة للناس وأمنا مباركا وهدى للعالمين اللهم إني عبدك والبلد بلدك والبيت بيتك جئت أطلب رحمتك وأؤم طاعتك مطيعا لأمرك راضيا بقدرك أسألك مسألة المضطر (الفقير)  إليك الخائف لعقوبتك اللهم افتح لي أبواب رحمتك واستعملني بطاعتك ومرضاتك».

وفي رواية أخرى يقف على باب المسجد ويقول: «بسم الله وبالله ومن الله وما شاء الله وعلى ملة رسول الله (ص)

 وخير الأسماء لله والحمد لله والسلام على رسول الله (ص) السلام على محمد بن عبد الله السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام على أنبياء الله ورسله السلام على إبراهيم خليل الرحمن السلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين اللهم صل    على محمد وآل محمد وبارك على محمد وآل محمد وارحم محمدا وآل محمد كما صليت وباركت وترحمت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم صل على محمد وآل محمد عبدك ورسولك وعلى إبراهيم خليلك وعلى أنبيائك ورسلك وسلم عليهم وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين اللهم افتح لي أبواب رحمتك واستعملني في طاعتك ومرضاتك واحفظني بحفظ الايمان أبدا ما أبقيتني جل ثناء وجهك الحمد لله الذي جعلني من وفده وزواره وجعلني ممن يعمر مساجده وجعلني ممن يناجيه اللهم إني عبدك وزائرك في بيتك وعلى كل مأتي حق لمن أتاه وزاره وأنت خير مأتي وأكرم مزور فأسألك يا الله يا رحمن وبأنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وبأنك واحد أحد صمد لم تلد ولم تولد ولم يكن له (لك)  كفوا أحد وأن محمدا عبدك ورسولك صلى الله عليه وعلى أهل بيته يا جواد يا كريم يا ماجد يا جبار يا كريم أسألك أن تجعل تحفتك إياي بزيارتي إياك أول شئ تعطيني فكاك رقبتي من النار».

ثم يقول ثلاثا: «اللهم فك رقبتي من النار».

ثم يقول: «وأوسع علي من رزقك الحلال الطيب وادرأ عني شر شياطين الإنس والجن وشر فسقة العرب والعجم».

ويستحب عندما يحاذي الحجر الأسود أن يقول: «أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله آمنت بالله وكفرت بالطاغوت وباللات والعزى وبعبادة الشيطان وبعبادة كل ند يدعى من دون الله».

ثم يذهب إلى الحجر الأسود ويستلمه ويقول: «الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أكبر من خلقه وأكبر مما أخشى وأحذر ولا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت ويميت ويحيي بيده الخير وهو على كل شئ قدير».

ويصلي على محمد وآل محمد، ويسلم على الأنبياء كما كان يصلي، ويسلم عند دخوله المسجد الحرام، ثم يقول: «اللهم إني أؤمن بوعدك وأوفي بعهدك».

وفي الصحيح عن أبي عبد الله (ع) قال: إذا دنوت من الحجر الأسود فارفع يديك واحمد الله وأثن عليه وصل على النبي (ص) واسأل الله أن يتقبل منك، ثم استلم الحجر وقبله، فإن لم تستطع أن تقبله فاستلمه بيدك فإن لم تستطع أن تستلمه بيدك فأشر إليه وقل: «اللهم أمانتي أديتها وميثاقي تعاهدته لتشهد لي بالموافاة اللهم تصديقا بكتابك وعلى سنة نبيك (ص) أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله آمنت بالله وكفرت بالجبت والطاغوت وباللات والعزى وعبادة الشيطان وعبادة كل ند يدعى من دون الله).

فإن لم تستطع أن تقول هذا فبعضه، وقل: «اللهم إليك بسطت يدي وفيما عندك عظمت رغبتي فاقبل سبحتي واغفر لي وارحمني اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر ومواقف الخزي في الدنيا والآخرة».


طواف الوداع

 يستحب لمن أراد الخروج من مكة أن يطوف طواف الوداع وأن يستلم الحجر الأسود والركن اليماني في كل شوط وأن يأتي بما تقدم في آداب الطواف من المستحبات عند الوصول إلى المستجار وأن يدعو الله بما شاء، ثم يستلم الحجر الأسود ثم يلصق بطنه بالبيت بأن يضع إحدى يديه على الحجر والأخرى نحو الباب ثم يحمد الله ويثني عليه ويصلي على النبي وآله، ثم يقول: «اللهم صل على محمد عبدك ورسولك ونبيك وأمينك وحبيبك ونجيبك وخيرتك من خلقك اللهم كما بلغ رسالاتك وجاهد في سبيلك وصدع بأمرك وأوذي فيك وفي جنبك وعبدك حتى أتاه اليقين اللهم اقلبني مفلحا منجحا ستجابا لي بأفضل ما يرجع به أحد من وفدك من المغفرة والبركة والرحمة والرضوان والعافية».

ويستحب له الخروج من باب الحناطين - ويقع قبال الركن الشامي - ويطلب من الله التوفيق لرجوعه مرة أخرى ويستحب أن يشتري عند الخروج من مكة مقدار درهم من التمر ويتصدق به على الفقراء لما كان في إحرامه ولما كان منه في حرم الله عز وجل.

زيارة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) يستحب للحاج - استحبابا مؤكدا - أن يكون رجوعه من طريق المدينة المنورة، ليزور الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم)والصديقة الطاهرة (سلام الله عليها) وأئمة البقيع (سلام الله عليهم) أجمعين وللمدينة حرم حده من عائر إلى وعير وهما جبلان يكتنفان المدينة من المشرق والمغرب، وذهب بعض الفقهاء إلى أن الاحرام وإن كان لا يجب فيه إلا أنه لا يجوز قطع شجره ولا سيما الرطب منه إلا ما استثني مما تقدم في حرم مكة، كما أنه لا يجوز صيد ما بين الحرتين منه، ولكن الأظهر جوازهما وإن كان رعاية الاحتياط أولى.